من الأمور التي قد تواجه المسلم عند أدائه لصلاة الاستخارة هي عدم تمكنه من الدعاء بعد الصلاة مباشرة بسبب إقامة الصلاة المفروضة. وهذا يثير تساؤلات حول جواز تأخير الدعاء إلى ما بعد صلاة الفريضة، خصوصًا إذا كانت الصلاة هي صلاة العصر التي ورد في بعض الأحاديث النبوية النهي عن الصلاة بعدها إلا لسبب.
في هذا السياق، يعتبر دعاء الاستخارة جزءًا مهمًا من هذه العبادة، ويُستحب أن يُؤدى بعد الركعتين مباشرة. ولكن، إذا أقيمت الصلاة المفروضة مباشرة بعد الانتهاء من ركعتي الاستخارة، فإن الأمر يتطلب بعض التوضيح الفقهي.
حكم تأخير دعاء الاستخارة:
بحسب ما ذكره العلماء، لا يعد تأخير دعاء الاستخارة بعد أداء ركعتي الصلاة مشكلة كبيرة طالما أن الفصل بين الصلاة والدعاء لم يكن طويلاً. فمثلاً، إذا أقيمت صلاة العصر مباشرة بعد الاستخارة، يمكن للمسلم أن يدعو بعد انتهاء الفريضة دون الحاجة إلى إعادة الصلاة. وهذا الفصل اليسير لا يؤثر على صحة الدعاء ولا يُعد خروجًا عن السنة.
رأي العلماء في تأخير دعاء الاستخارة:
يشير العلامة الشوكاني في شرحه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي ذكر فيه: "ثم ليقل"، إلى أن تأخير دعاء الاستخارة لا يضر إذا لم يكن الفصل طويلاً. وهذا يعني أن المسلم الذي لم يتمكن من الدعاء مباشرة بعد ركعتي الاستخارة بسبب إقامة الصلاة المفروضة يمكنه تأخير الدعاء حتى بعد الانتهاء من الصلاة الفريضة.
إمكانية إعادة الصلاة والدعاء:
ومن باب التوسع في الفهم والتيسير على المسلمين، فإن إعادة صلاة الاستخارة والدعاء بعدها تعد خيارًا مقبولًا في حال أراد المسلم أن يؤدي الدعاء مباشرة بعد الصلاة دون تأخير. وهذا يعكس مدى رحمة الإسلام وسعته في مراعاة أحوال الناس وظروفهم.