إيليا، المعروف في النصوص الإسلامية بإلياس عليه السلام، هو نبي من أنبياء بني إسرائيل. وقد ذكر في القرآن الكريم باسمه، حيث أشار الله تعالى إلى دعوته لقومه الذين عبدوا صنمًا يدعى "بعل"، ودعاهم إلى التوحيد وعبادة الله وحده.
القرآن الكريم وقصة إلياس عليه السلام:
ورد ذكر إلياس عليه السلام في سورة الصافات، حيث قال الله تعالى:
(وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ، أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ، اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ، فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ، إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ، سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ، إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (الصافات: 123-132).
ما ورد عن أهل التفسير:
اسم إيليا:
ذكر الواحدي أن إلياس هو نبي من أنبياء بني إسرائيل، وقصته مشهورة مع قومه.
قال علماء النسب أن إلياس هو ابن تشبين، أو ابن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون. وقيل هو إلياس بن العازر بن العيزار بن هارون بن عمران.
دعوته:
ذكر ابن كثير أن إلياس عليه السلام أرسل إلى أهل بعلَبَك (مدينة في غربي دمشق) لدعوتهم إلى الله وترك عبادة صنمهم المسمى "بعل".
دعاهم إلياس إلى تقوى الله وترك عبادة الأوثان، لكنهم كذبوه وخالفوه، مما أدى إلى هروبه واختفائه.
تفاصيل أخرى:
الطبري في تاريخه ذكر خبراً طويلاً يظهر أنه من أخبار أهل الكتاب، عن تفاصيل دعوته لقومه، وعن خلفه اليسع عليه السلام بعد اختفائه.
الربط بين إيليا وإلياس:
في كتب أهل الكتاب، يُشار إلى نبي الله إيليا بأنه دعا بني إسرائيل لترك عبادة الأوثان والعودة إلى عبادة الله. وتُظهر القصة توافقاً كبيراً مع ما ورد في القرآن الكريم عن إلياس عليه السلام.
بناءً على ذلك، يُعتقد أن إيليا المذكور في كتب أهل الكتاب هو نفسه النبي إلياس المذكور في القرآن.
أهمية القصة في الدين الإسلامي:
القصة في القرآن جاءت مختصرة ومركزة على الدعوة إلى التوحيد وترك عبادة الأوثان.
لم يتم تفصيل الكثير من الأحداث والتفاصيل كما هو الحال في بعض القصص الأخرى.
يهدف القرآن الكريم إلى التركيز على العبرة والعظة من القصة، بدلاً من التفاصيل التاريخية.
خاتمة:
إن قصة إلياس عليه السلام تمثل دعوة واضحة للتوحيد والابتعاد عن الشرك.
تُظهر القصة الثبات على الحق والدعوة إلى الله حتى في مواجهة التكذيب والعداء.
رغم قلة التفاصيل في النصوص الإسلامية، فإن القصة تظل مصدراً للإلهام والعبرة للمؤمنين.
إجمالاً، فإن إيليا عند أهل الكتاب هو نبي الله إلياس عليه السلام، وتركز القصة القرآنية على دعوته لقومه لترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده، وهو ما يتفق مع ما ورد في كتب أهل الكتاب عن إيليا.