مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، يتجدد الحديث عن زكاة الفطر التي تُعد من أركان التكافل الاجتماعي في الإسلام، وتهدف إلى تطهير النفس من لغو الكلام والرفث الذي قد يحدث خلال أيام الصوم. ويقول عبدالله بن عباس في حديثه الشريف: "فرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طهرةً للصائمِ من اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ" (رواه أبو داوود وصححه الألباني).
تجب زكاة الفطر على كل مسلم قادر، وتُعتبر من أهم أنواع الزكاة التي يتم إخراجها في نهاية رمضان، وتستمر حتى قبل صلاة العيد. وأوضحت الإغاثة الإسلامية أنه يتم تحديد الحد الأدنى لقيمة الزكاة بـ 4.5 دولار أمريكي للفرد الواحد، وذلك بناءً على توصيات مجامع الإفتاء والعلماء في العالم الإسلامي.
الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال:
من الفروق المهمة بين زكاة الفطر وزكاة المال أن زكاة الفطر تجب على من يملك قوت يومه فقط، ولا تحتاج إلى أن يبلغ المال النصاب أو أن يمضي عليه الحول كما في زكاة المال. أما من حيث التوزيع، فإن زكاة الفطر تقتصر على الفقراء والمساكين، على عكس زكاة المال التي يمكن صرفها على ثمانية مصارف تشمل فئات مختلفة مثل "الفقير، المسكين، العاملين عليها، والمحتاجين في سبيل الله".
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا؟
بينما كان من المعتاد إخراج زكاة الفطر بشكل عيني من الحبوب أو التمر أو الحليب المجفف، يطرح البعض سؤالًا حول إمكانية إخراجها نقدًا. وقد أجاز بعض الفقهاء إخراج زكاة الفطر نقدًا، خاصة في الحالات التي يسهل فيها تقديم المبالغ المالية مباشرة للمحتاجين، مما يضمن وصولها إليهم بطريقة أكثر فاعلية. في هذا السياق، تقوم الإغاثة الإسلامية بتنظيم حملات لجمع زكاة الفطر وتوزيعها على مستحقيها في مختلف أنحاء العالم.