يتساءل العديد من المسلمين عن حكم دخول الحمام وقراءة القرآن داخلها، خاصة في الحالات التي يتطلب فيها الأمر قراءة القرآن على الماء بغرض الاغتسال أو التبرك.
الحكم الشرعي في قراءة القرآن داخل الحمام وفقًا لأقوال العلماء في الفقه الإسلامي، فإن قراءة القرآن في أماكن قضاء الحاجة مثل الحمام لا تجوز على القول الراجح. ويعود ذلك إلى أن الحمام يعتبر من الأماكن التي تحكم عليها النجاسة، سواء كان ذلك بسبب الاستخدام الشخصي أو لطبيعة المكان نفسها. لذلك، فإنه من الأفضل أن يتم تعظيم كتاب الله وصيانته عن أماكن القذر.
التوجيهات الشرعية لقراءة القرآن على الماء إذا كنت ترغب في قراءة القرآن على الماء بغرض التبرك أو الاغتسال به، فإنه يفضل أن تقوم بذلك في مكان طاهر، بعيدًا عن الحمام. فالمكان المناسب هو أن تقوم بملء الدلو بالماء خارج الحمام، ثم تذهب به إلى مكان طاهر لقراءة القرآن عليه، ثم يمكنك إعادة الماء إلى الحمام لاستخدامه في الاغتسال.
أدلة تحظر قراءة القرآن في الحمام ورد في الحديث الشريف: "إذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث". ويستفاد من هذا الحديث أن المسلم مطالب باحترام أماكن قضاء الحاجة واعتبارها مكانًا غير لائق لذكر الله.
من جهة أخرى، قال بعض الفقهاء مثل الإمام الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: "إنه يحرم على المسلم قراءة القرآن داخل أماكن النجاسة سواء كان ذلك قبل حدوث الحدث أو بعده". هذا الرأي يعزز من ضرورة تجنب تلاوة القرآن في الحمام لما يكتنفه من النجاسة وعدم الطهارة.
كيفية التعامل مع الماء أثناء قراءة القرآن عليه إذا كنت ترغب في قراءة القرآن على الماء للاستخدام في الاغتسال أو التبرك، يمكنك ملء الدلو بالماء أولاً، ثم إخراجه من الحمام إلى مكان طاهر مثل غرفة أخرى أو مكان نظيف داخل المنزل. بعد قراءة القرآن عليه، يمكنك إعادة الماء إلى الحمام لاستخدامه في اغتسالك.
متى يجب تجنب قراءة القرآن داخل الحمام؟ ينبغي على المسلم أن يتجنب قراءة القرآن في الحمام في جميع الحالات التي تتطلب فيه وجود الماء أو التلاوة في مكان غير طاهر. وعليه أن يراعي الموقف الشرعي المتعلق بالنجاسة ويحرص على احترام كتاب الله وتعظيمه في كل مكان.
الآراء الفقهية حول هذا الموضوع تتباين آراء العلماء حول قراءة القرآن في الحمام، إلا أن الرأي الراجح في الفقه الشافعي والحنبلي على وجه الخصوص يشير إلى أنه لا يجوز قراءة القرآن في الحمام أو أماكن قضاء الحاجة إلا في حالات الضرورة القصوى.
خلاصة القول: في الختام، يجب على المسلم أن يحرص على تعظيم كتاب الله وتجنب قراءة القرآن في الأماكن غير الطاهرة مثل الحمام. وإذا كان هناك حاجة لقراءة القرآن على الماء بغرض التبرك أو الاغتسال، فإن الحل الأفضل هو إخراج الماء إلى مكان طاهر لقراءته عليه، ثم إعادته إلى الحمام لاستخدامه في الاغتسال.