كيف تربي ابنك على التدين والاستقامة بعيدًا عن التطرف؟

وصف الموضوع: الأبناء هم أمل الأمة في المستقبل، ومن واجب الآباء أن يحرصوا على تربية أولادهم تربية دينية سليمة تحفظ لهم دينهم وتساهم في تعزيز قيم الاستقامة والاعتدال. إلا أن القلق من توجهات التطرف قد يثقل على بعض الآباء، مما يجعلهم يترددون في إرسال أبنائهم للمساجد أو للانخراط في الأنشطة الدينية خوفًا من تأثيرات غير مرغوبة.

لحل هذه المعضلة، علينا أن نتبع منهجًا تربويًا يعزز التدين الصحيح ويقي الأبناء من الوقوع في الغلو أو التشدد، وفي هذا المقال سنتناول أهم الوسائل التي تساعد في تربية الأبناء على التدين المعتدل بعيدًا عن التطرف.


1. غرس التدين الوسطي في نفس الطفل
من أهم المبادئ التي يجب على الآباء اتباعها عند تربية أبنائهم هي غرس التدين المعتدل الذي لا يميل إلى الغلو أو التفريط. علينا أن نعلم أبناءنا أن الإسلام دين يسر وسهولة، وأن الاتباع الصحيح للشريعة لا يتطلب التشدد أو التعقيد. يجب أن يكون الدين بالنسبة لهم طريقًا للراحة النفسية والاطمئنان، وليس عبئًا ثقيلًا يصعب تحمله.

قال الله تعالى في كتابه الكريم: "فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا" [هود:112]، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" (رواه البخاري). من المهم أن نتجنب فرض فهم قاسٍ للدين قد يدفع الابن إلى التشدد.

2. التحذير المستمر من الغلو والتطرف
من الواجب تذكير الأبناء بخطورة الغلو والتطرف في الدين. يجب أن يعرف الطفل أن الغلو في الدين قد يؤدي إلى الابتعاد عن الطريق الصحيح، وأن من وقع في الغلو في الماضي كان لهم عواقب وخيمة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" (رواه النسائي).

يجب أن نعلم أبناءنا أن الدين الإسلامي يقوم على الوسطية والاعتدال في جميع جوانب الحياة. من خلال توعية الطفل بهذه المفاهيم، نزرع فيه الحذر من الوقوع في فخ التشدد.

3. الربط بين الأبناء والعلماء الموثوقين
من الوسائل الفعالة لضمان تربية الأبناء على التدين السليم، هو ربطهم بعلماء ودعاة معروفين بالاعتدال والوسطية. يمكن إرسال الأبناء لحضور مجالس العلماء الموثوقين أو الاستماع إلى دروسهم عبر الوسائط الإلكترونية. هذا الربط يساعد الأبناء على اكتساب العلم الشرعي الصحيح والابتعاد عن الأفكار المتطرفة.

يجب أن نوجه أبنائنا نحو العلماء الذين يروجون للاعتدال وينشرون تعاليم الدين الصحيح، بعيدًا عن الخرافات أو الأفكار المنحرفة.

4. عقد مجالس علمية في المنزل
يمكن للأسرة أن تُقيم مجالس علمية داخل المنزل تتناول مواضيع تعزز من التدين الصحيح وتبين أضرار الغلو والتطرف. من خلال هذه المجالس، يمكن للأطفال تعلم تفسيرات صحيحة للقرآن والسنة، ويصبحون أكثر قدرة على التمييز بين ما هو صحيح وما هو مبتدع. يجب أن تتنوع المواضيع من تفسير القرآن الكريم إلى السيرة النبوية وغيرها من المواضيع التي تبين الإسلام كدين شامل معتدل.

5. اختيار الصحبة الصالحة
من أبرز العوامل التي تؤثر على تربية الابن، هو اختيار الصحبة الصالحة. يجب أن نحرص على أن يرافق أبناؤنا أطفالًا يلتزمون بالنهج الإسلامي الصحيح، الذين لا ينتهجون أساليب التطرف أو الغلو. الصحبة الجيدة تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز القيم الدينية السليمة لدى الطفل وتجعله أكثر استقرارًا في سلوكه وتوجهاته.

6. تحذير الأبناء من المواقع المشبوهة
يجب أن نكون يقظين حيال المحتوى الذي يتعرض له أبناؤنا عبر الإنترنت. في عصرنا الحالي، هناك العديد من المواقع والصفحات التي تروج للأفكار المتطرفة والمفاهيم الخاطئة عن الدين. من المهم أن نوجه أبنائنا بعيدًا عن هذه المواقع وأن نراقب أنشطتهم على الإنترنت.

7. الدعاء للهداية والصلاح
الدعاء هو أحد الوسائل التي لا يمكن الاستغناء عنها في تربية الأبناء. يجب على الآباء أن يدعوا الله دائمًا أن يهدي أبنائهم، ويحفظهم من الغلو والانحراف. الدعاء يعين الوالدين على الثبات على المنهج الصحيح في تربية أولادهم.






إغلاق


تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك هل سيتم رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا؟