عندما يتوب المسلم إلى الله ويعزم على الامتناع عن المعاصي، ينبغي عليه أيضًا التخلص من أي مال مكتسب من طرق غير شرعية. فالتداول في الفوركس، على سبيل المثال، إذا كان يتم وفقًا لطرق تتناقض مع الشريعة الإسلامية، يعد من المال الحرام. في مثل هذه الحالة، يجب على المسلم التخلص من هذا المال بطرق شرعية.
التخلص من المال الحرام يكون عادة من خلال التصدق به إلى الفقراء أو وضعه في مشاريع عامة تخدم المسلمين. وفيما يتعلق بحالة شراء النادي، فلا يلزمك بيع النادي إذا كنت قد اشتريته باستخدام مال حرام. لكن، ينبغي أن تتحمل مسؤولية التخلص من المال الذي قد اكتسبته بطرق غير مشروعة.
هل يجوز الانتفاع بجزء من المال لشراء كتب دينية؟
من الأسئلة التي قد تثار بعد التوبة هو: "هل يجوز استخدام جزء من المال المكتسب من أعمال حرام لشراء كتب دينية؟". جواب العلماء على هذا السؤال يعتمد على حال الشخص. إذا كان الشخص في حاجة إلى هذه الكتب لتعليمه أمور دينه وكان فقيرًا لا يملك المال الحلال لشراء هذه الكتب، فيجوز له استخدام هذا المال في شراء الكتب التي تعينه على تعلم دينه.
لكن إذا لم يكن في حاجة ماسة لهذه الكتب وكان لديه مال حلال يمكنه من شرائها، فإنه من الأفضل التصدق بهذا المال واستخدامه في مساعدة المحتاجين أو في المشاريع الخيرية.
التصدق من المال الحرام: ماذا يجب فعله؟
التصدق بالمال الحرام هو أحد الخيارات المتاحة لتطهير النفس والمال. فإذا كنت قد حصلت على أموال بطريقة غير شرعية وترغب في التخلص منها، فيمكنك التصدق بها على الفقراء والمساكين. يمكن أن يتم هذا التصدق من خلال توزيع المال على المحتاجين مباشرة، أو من خلال دعم مشاريع خيرية تخدم المجتمع، مثل بناء المساجد أو دعم المدارس الشرعية.
ومع ذلك، فإن المال الذي يتم التصدق به لا يُعتبر صدقة محمودة بنفس الدرجة التي يكون فيها المال حلالًا. إلا أنه يجب على المسلم أن يطهر ماله بطرق مشروعة حتى لا يظل المال الحرام عالقًا في ذمته.
هل أستحق الأجر من شراء الكتب بهذه الأموال؟
من الجيد أن يسعى المسلم للتعلم وتطوير معرفته في دينه بعد التوبة. وإذا كانت الأموال التي تم استخدامها لشراء الكتب الدينية قد جاءت من مال حرام، وكان الشخص بحاجة إلى تلك الكتب لفهم الدين والقيام بما يرضي الله، فيجدر به أن يشتريها.
ومن المعلوم في الشريعة الإسلامية أن كل خطوة نحو التعلم وفهم أحكام الدين تُعتبر عبادة، وبالتالي يحصل المسلم على أجر من الله، إذا كان الهدف من شراء الكتب هو تعلم الدين وتطبيقه. لكن، ينبغي أن يحرص الشخص على أن تكون نيته صافية وأن يستخدم هذه المعرفة في طاعة الله.
التعامل مع المال المكتسب من الفوركس
في حالة تداول الفوركس، إذا كانت المعاملات تتم بطريقة غير مشروعة، مثل استخدام الرافعة المالية أو المعاملات التي تتضمن فوائد ربوية، فإن المال المكتسب من هذه المعاملات يعتبر حرامًا. وينبغي التخلص من هذا المال كما تم ذكره سابقًا، وعدم الانتفاع به في أمور شخصية مثل شراء النادي أو غيره. لكن إذا كانت المعاملات تتم بطرق لا تتعارض مع الشريعة، فقد لا يحتاج المسلم للتخلص من المال في هذه الحالة.
الخطوات التي يجب اتباعها بعد التوبة
إذا كنت قد تبت إلى الله وقررت بيع النادي الذي اشتريته باستخدام مال حرام، فإليك بعض الخطوات التي يجب اتباعها:
التوبة النصوح: تأكد من التوبة الصادقة إلى الله والندم على ما فعلته في الماضي.
التخلص من المال الحرام: ينبغي عليك التخلص من أي مال حرام سواء كان قد تم كسبه من الفوركس أو أي مصدر آخر.
العمل الصالح: بعد التخلص من المال الحرام، اعمل على تعويض تلك الفترة بالقيام بالأعمال الصالحة التي تقربك إلى الله، مثل التصدق، والمشاركة في الأنشطة الخيرية، وتعلم الدين.
استشارة العلماء: إذا كنت في شك من كيفية التصرف في المال، من المفيد استشارة العلماء المتخصصين الذين يمكنهم تقديم الرأي الشرعي الدقيق.