القرآن الكريم هو أفضل كتاب أنزل على البشرية، ويعتبر تلاوته عبادة عظيمة يتم بها تكفير الذنوب وزيادة الثواب. ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها". هذه الحوافز القرآنية تدل على عظمة فضل القراءة، ولكن ما حكم التزام قراءة سور معينة كل يوم بشكل دوري؟
القرآن الكريم والعبادة بالمواظبة على التلاوة:
لا شك أن تلاوة القرآن الكريم في أي وقت هي عبادة مشروعة، ولكن تحديد سور بعينها في وقت معين يوميًا لم يرد فيه نص صريح من الكتاب أو السنة. لذلك، يرى العديد من العلماء أن التزام قراءة سور معينة بصفة يومية قد يكون بدعة إضافية إذا لم يكن هناك دليل خاص بذلك من الشريعة الإسلامية.
رأي الفقهاء في التزام سور يومية:
التزام قراءة سور معينة يوميًا، مثل سورة البقرة، الأنبياء، يس، وغيرها من السور، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة أو التابعين، بل كان العلماء يؤكدون على أهمية القراءة المتنوعة والتدبر في القرآن دون تحديد سور بعينها.
وفقًا لما ذكره الإمام الشاطبي في كتابه "الاعتصام"، فإن العبادة التي لم يرد فيها دليل شرعي محدد، ولكن جرى العرف على تحديدها في أوقات معينة أو بصفة دائمة، يمكن اعتبارها من البدع الإضافية التي لا تجوز إلا إذا كانت قائمة على دليل شرعي.
الدعاء مع تلاوة القرآن:
الدعاء أيضًا يعد عبادة محمودة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد ورد في العديد من الآيات والأحاديث التي تحث المسلمين على الدعاء وطلب المساعدة من الله. لكن دعاء معين بعد قراءة سور معينة يوميًا قد يكون محل نقاش. فطالما أن الدعاء نفسه لم يكن مبتكرًا أو مشروطًا بوقت معين لم يرد فيه نص، فهو جائز.
هل الدعاء بعد قراءة سور معينة يعتبر بدعة؟
إذا كان الدعاء عامًا ويتوافق مع الأدعية المشروعة في القرآن والسنة، فلا حرج في الدعاء بعد قراءة القرآن. لكن إذا كان الدعاء مخصصًا بعد قراءة سور معينة بشكل يومي لم يرد به دليل، فإنه يمكن أن يعتبر من البدع المحدثة التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة.
التوازن بين العبادة والتقاليد الإسلامية:
المسلم مطالب بالمواظبة على العبادة والتقرب إلى الله بكل الوسائل المشروعة، ولكن يجب عليه أن يتجنب الابتداع في الدين. والتزامه بقراءة سور معينة ودعاء مخصص بشكل يومي قد يؤدي إلى إضافة عبادة لم تكن مشروعة من قبل، مما قد يؤدي إلى اعتقاد خاطئ في اعتبار ذلك من سنن النبي صلى الله عليه وسلم.