نزول القرآن كان مفرقًا على مدى ثلاث وعشرين سنة، وفقًا للأحداث التي مرت بها الدعوة الإسلامية، وحكمة الله البالغة. وقد يكون في السورة الواحدة آيات نزلت في أوقات وأحداث مختلفة. وهذا التنوع في النزول يعكس مراحل تطور الدعوة، وتأثير القرآن في إصلاح النفوس وبناء المجتمع تدريجيًّا.
ترتيب نزول السور ومراحل الدعوة:
سورة العلق (أول الوحي):
نزلت أول خمس آيات في بداية البعثة، إيذانًا ببدء الرسالة.
بقية السورة نزلت لاحقًا، إما في مكة قبل الجهر بالدعوة أو بعده.
سورة المدثر:
نزلت كاملة أو متفرقة لتكليف النبي صلى الله عليه وسلم بالإنذار العام.
آية: "وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" جاءت ضمن الدعوة الجهرية، وهي أولى مراحل الإبلاغ العلني.
سورة المزمل:
نزلت لتعزيز صلة النبي بالله عبر قيام الليل، ثم تخفيف القيام في الآيات الأخيرة بعد اشتداد المهام.
سورة القلم:
نزلت مبكرًا، لتعزيز ثقة النبي بدعوته في مواجهة تكذيب قريش.
سورة المسد:
نزلت بعد الجهر بالدعوة، وتحديدًا بعد رفض أبي لهب وتحديه للنبي.
أسباب نزول القرآن مفرقًا:
تثبيت فؤاد النبي:
لتخفيف أعباء الدعوة وتقديم التوجيه المناسب في الوقت المناسب، كما قال تعالى:
"كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ" [الفرقان:32].
التدرج في التشريع:
لتسهيل قبول الأحكام الشرعية والتكيف معها تدريجيًّا.
معالجة الوقائع مباشرة:
الآيات كانت تنزل لتجيب على تساؤلات المسلمين، أو ترد على شبهات المشركين.
كيفية دراسة تفسير القرآن بترتيب النزول:
ربط الآيات بالأحداث التاريخية:
قراءة التفسير مع دراسة السيرة النبوية بالتوازي، لفهم سياق النزول.
مثال: قراءة تفسير سورة العلق مع حدث بدء الوحي في غار حراء.
التفسير وأسباب النزول:
كتب مثل "أسباب النزول" للواحدي، و*"الدر المنثور"* للسيوطي، تشرح أسباب نزول الآيات.
تفسير الطبري أو القرطبي مفيد لمعرفة مراحل النزول.
كتب ترتيب النزول:
لا توجد كتب متخصصة تشرح تفاصيل كل آية بدقة حسب النزول، لكن يمكن الرجوع إلى مصنفات السيرة النبوية مثل "الرحيق المختوم".