أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بيانًا قويًا اليوم ردًا على تصريحات السفيرة الإسرائيلية السابقة لدى مصر، أميرة أورون، التي زعمت أن مؤسسة الأزهر الشريف، باعتبارها المؤسسة السنية الأولى عالميًا، تحمل عداءً قاسيًا تجاه إسرائيل يصل إلى حد معاداة السامية.
الادعاءات الإسرائيلية
زعمت السفيرة، التي شغلت منصبها في القاهرة بين عامي 2020 و2023، أن الأزهر وشيخه الإمام أحمد الطيب يتبنيان مواقف عدائية غير مسبوقة تجاه إسرائيل، مشيرةً إلى أن هذا العداء يمتزج بما وصفته بسمات معاداة السامية.
وفي لقاء أجرته مع قناة "i24News" الإسرائيلية، انتقدت أورون دور الأزهر واعتبرت مواقفه تجاه القضية الفلسطينية "متشددة"، زاعمةً أن دعمه للفلسطينيين يعكس عداءً موجهًا ضد بني جنسها.
رد مرصد الأزهر
في بيان رسمي، رفض مرصد الأزهر تلك الادعاءات، واصفًا إياها بـ"محاولة مكشوفة لتشويه المواقف الثابتة للمؤسسة الإسلامية العريقة". وأكد المرصد أن الأزهر يدافع عن الحق الفلسطيني الأصيل، ويعبر عن موقف إنساني وأخلاقي يتماشى مع قيم الإسلام وجميع الأديان السماوية.
وأوضح البيان أن خطاب المظلومية الإسرائيلي المعتاد لم يعد ينطلي على أحد، خاصةً في ظل الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين واللبنانيين. وتابع:
"كلما زادت الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب جرائمها الوحشية، سعت إلى تشويه صورة الشرفاء الذين يرفضون الاحتلال ويدافعون عن المظلومين".
جرائم الاحتلال
استعرض البيان الجرائم الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن العدوان المستمر على غزة ولبنان تجاوز كل الحدود الإنسانية، مع سقوط أكثر من 150 ألف ضحية بين شهيد وجريح ومفقود. وشدد على أن الأزهر الشريف يدعم الأصوات الحرة التي تطالب بوقف هذه المجازر الوحشية.
وأضاف:
"شيخ الأزهر، بكلماته التي تحمل الحق والعدل، يواجه قوات إرهابية تجردت من معاني الأخلاق والإنسانية، ترتكب جرائم قصف للمستشفيات وتدمير للمساجد والكنائس وقتل للأطفال والنساء".
دعم القضية الفلسطينية
أكد الأزهر أن موقفه من القضية الفلسطينية ينبع من إيمانه بـقيم العدالة والعيش المشترك، مشددًا على أن انتقاداته لإسرائيل لا تستهدف جنسًا بعينه، بل ترفض سياسات الاحتلال التي تنتهك حقوق الفلسطينيين.
وأشار البيان إلى أن الأزهر يدرك حجم التحديات التي تواجه الإنسانية اليوم، ومنها الحروب التي لا تقتصر على الأسلحة التقليدية، بل تشمل الحروب الاقتصادية والتكنولوجية التي تهدد المجتمعات واستقرارها.