من الجائز شرعًا أن يقوم الأب بتوكيل ابنه البالغ الرشيد في طلاق أمّه. وقد ورد في كتب الفقه ما يؤكد هذا الحكم، حيث يُعتبر الابن البالغ وكيلاً عن أبيه إذا أعطاه صلاحية النطق بالطلاق.
وجاء في كتاب المهذب في علم أصول الفقه المقارن:
"لو قال لابنه: قل لأمك: أنت طالق، فإن أراد التوكيل فهذا واضح؛ فتطلق؛ لأن الابن يعتبر وكيلاً لأبيه في طلاق أمه".
هذا يعني أن الطلاق يقع إذا كان الابن بالغًا وعاقلًا، لأن الوكالة في هذه الحالة تعتبر صحيحة شرعًا.
حكم توكيل الطفل غير المميز في الطلاق
أما إذا كان الابن صغيرًا غير مميز، أو طفلة صغيرة لا تدرك معنى الطلاق، فلا يصح شرعًا توكيلهم في الطلاق. وقد أوضح العلماء هذا الحكم بجلاء، حيث لا يُعتبر قول الطفل أو الطفلة في هذه الحالة ذا قيمة شرعية.
جاء في كتاب المغني للإمام ابن قدامة -رحمه الله-:
"فأما الطفل والمجنون، فلا يصح أن يجعل الأمر بأيديهم، فإن فعل، فطلق واحد منهم، لم يقع طلاقه".
هل يقع الطلاق بقول طفلة "ماما طالق"؟
إذا قام الأب بتوكيل طفلة صغيرة تبلغ من العمر 6 سنوات، وقالت الطفلة: "ماما طالق"، فلا يقع الطلاق في هذه الحالة. الشرع لا يُقر بصحة أقوال الأطفال الصغار في الأمور الفقهية الكبرى مثل الطلاق، لأنها لا تمتلك الأهلية الشرعية ولا التمييز اللازم لاتخاذ مثل هذه القرارات.
وقد أوضح العلماء أن أي خوف من وقوع الطلاق في مثل هذه الحالة هو مجرد وسوسة لا أساس لها من الصحة.
حكم توكيل الصبي المميز
أما بالنسبة للصبي المميز الذي بلغ سن التمييز ويفهم معنى الطلاق، فقد أجاز بعض العلماء توكيله، بشرط أن يكون عاقلًا ومدركًا لما يقول. ولكن مع ذلك، يُفضل دائمًا أن يكون التوكيل للبالغ الرشيد لضمان الدقة وصحة التنفيذ.