تعد الخطوبة مرحلة تحضيرية للزواج، وغالبًا ما يتبادل الخاطب والمخطوبة الهدايا التي تُعتبر جزءًا من المهر، مثل الذهب الذي يُعرف في بعض البلدان بالشبكة. السؤال الأبرز في حال فسخ الخطوبة أو عدم إتمام الزواج هو: ماذا يحدث إذا ضاع جزء من هذه الهدايا؟ هل يتم رد مثلها أم قيمتها؟ في هذا المقال نوضح حكم ضياع الذهب المقدم في فترة الخطوبة.
حكم رد الذهب في حالة ضياع الأنسيال أو الخاتم
إذا كانت الخطوبة قد فسخت أو لم تتم، يجب على المخطوبة أن تعيد إلى الخاطب الذهب الذي كان قد قدمه لها كجزء من المهر. وفي حال ضياع أي قطعة من الذهب، مثل الأنسيال أو الخاتم، فالحكم الشرعي يقضي بأن يتم رد مثلها، أو في حالة عدم القدرة على ذلك، يتم رد قيمتها.
وفقًا للفتوى الشرعية، يُعتبر الذهب المقدم في فترة الخطوبة "عارية" من الخاطب للمخطوبة، ويجب على المخطوبة إعادته إذا تم فسخ الخطوبة. وإذا ضاع جزء من هذه العارية، يجب رد مثله أو قيمته حسب الحالة.
ما هو المقصود بـ "المثل" في الذهب المفقود؟
عند الحديث عن رد "المثل" في حالة ضياع الذهب، المقصود بذلك هو أن يتم شراء قطعة مشابهة من حيث الوزن والصنعة. بمعنى آخر، يجب أن تكون القطعة الجديدة التي يتم شراؤها مشابهة تمامًا للقطعة المفقودة من حيث الصفات الأساسية مثل الحجم والوزن والتصميم.
ومع ذلك، في حال عدم توافر نفس القطعة المفقودة في الأسواق، يمكن للمخطوبة أن ترد القيمة المالية للقطعة المفقودة. وعليه، إذا كانت القطعة المفقودة قد اشتُريت بسعر معين وكان ذلك السعر متاحًا في الفاتورة، فيمكن رد هذه القيمة مباشرة، إلا إذا تم الاتفاق بين الطرفين على شيء آخر.
هل يجب شراء نفس الأنسيال بنفس سعره القديم أو بسعر الذهب الحالي؟
قد يتساءل البعض: إذا ضاع الأنسيال، هل يجب شراء نفس القطعة بسعرها القديم كما هو مكتوب في الفاتورة، أم يمكن شراؤه بسعر الذهب الحالي؟ الإجابة على هذا السؤال تعتمد على عدة عوامل.
شراء نفس القطعة بالوزن والمواصفات: إذا كان من الممكن العثور على نفس القطعة أو شيء مشابه لها، يجب أن تشتري المخطوبة أنسيالًا مشابهًا في الوزن والصنعة. السعر في هذه الحالة قد يتأثر بتقلبات سوق الذهب، ولكن المهم هو أن القطعة تكون مشابهة تمامًا.
رد القيمة المالية: في حال لم يتمكن الطرفان من إيجاد نفس القطعة أو قطعة مشابهة، يمكن رد قيمتها كما كانت في الفاتورة. هذا هو الخيار المتبع في معظم الحالات، وخاصة إذا كانت القطعة قديمة ولا يوجد لها بديل مشابه في السوق.
النصيحة الشرعية حول التعامل مع الذهب المفقود في الخطوبة
تقدم الفتوى الشرعية إرشادات واضحة بشأن كيفية التعامل مع الذهب المفقود في حالة فسخ الخطوبة. يشدد العلماء على ضرورة أن يتحلى الطرفان بالمرونة والاحترام المتبادل في هذا الشأن. حيث إذا توافقت القلوب وكان بينهما اتفاق حول كيفية رد الذهب المفقود، فلا حرج في ذلك، خاصة إذا كان الهدف هو الحفاظ على العلاقة بالمعاملة الحسنة.
وفي حال عدم الاتفاق بين الطرفين، يمكن أن يتفقا على شراء قطعة جديدة أو رد قيمة الذهب حسب ما تقتضيه المصلحة، مع مراعاة العرف السائد في المجتمع والمبادئ الشرعية.