في البداية، لا يجب شرعًا على الشخص أن يساعد أخاه الذي يرتكب المحرمات ويستمر فيها. إذا كان هذا الشخص لا يصلي، ويتعامل بالربا، ويتورط في أكل أموال الناس بالباطل، ويذهب إلى السحرة، فإن الشرع لا يُلزم أحدًا بمساعدته، خصوصًا إذا كان ذلك يؤدي إلى ضرر مادي أو أخلاقي على الأسرة. وفقًا للشرع، لا يلزم الزوج طاعة أمه في مثل هذا الأمر الذي يسبب له الضرر المالي والمعنوي، ولا يكون بذلك غير بارٍّ بها.
أهمية نصح الأخ بالتوبة
من الضروري على الأخوة أن يحاولوا نصح أخيهم الذي يخطئ، وذلك من خلال تذكيره بتقوى الله، وتحذيره من عواقب الاستمرار في ارتكاب هذه الأفعال المحرمة. فالنصيحة هي من أهم السبل لإعادة الشخص إلى الطريق الصحيح. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة"؛ فمحاولة إصلاح الأخ والتأكيد على أهمية التوبة من المعاصي هي الحل الأمثل.
مساعدة الأخ في حال التوبة والندم
إذا أبدى الأخ التوبة الصادقة والندم على أفعاله، فيُفضل مساعدته على تجاوز مشاكله والعودة إلى الطريق الصحيح. في هذه الحالة، تكون المساعدة دافعًا له للتغيير وإصلاح حياته. يمكن أن تكون هذه المساعدة بمثابة دعم له في اتخاذ الخطوات اللازمة نحو التوبة والاستقامة.
هل يُعتبر مساعدة الأخ المصر على المعاصي تعاونًا على الإثم؟
إذا استمر الأخ في طريق المعاصي دون أي نية للتوبة أو الإصلاح، فإن مساعدة هذا الأخ لا تكون في محلها، بل قد تعتبر إعانة له على الاستمرار في الإثم. في هذه الحالة، من الأفضل عدم تقديم المساعدة المادية، لأنها قد تشجعه على الاستمرار في التهاون بشرع الله. الله تعالى يقول في كتابه الكريم: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة: 2]. إذن، مساعدة الأخ الذي يصر على المعاصي دون توبة تعد إعانة على الإثم، وهذا ما يجب تجنبه.
كيف يتعامل الزوج مع الأم في هذه الحالة؟
من المهم أن يكون التعامل مع الأم بأسلوب لطيف ولين، حيث يمكن للزوج أن يشرح لها وجهة نظره بطريقة هادئة وأن يوضح لها الأسباب التي تمنعه من مساعدة أخيه. يجب أن يبين لها أن ما يقوم به لا يعد عصيانًا لأوامرها، وإنما هو التزام بأحكام الشرع وتفاديًا للوقوع في المحرمات. ومن المهم أيضًا أن يسعى لإقناعها بأن دعم الأخ في مثل هذه الظروف سيزيد من مشاكله ويشجعه على الاستمرار في ارتكاب الأخطاء.
لا إثم في ترك مساعدة الأخ المصر على المعصية
من الناحية الشرعية، إذا رفض الزوج مساعدة أخيه المصر على ارتكاب المعاصي والمحرمات، فإنه لا يكون آثمًا ولا يعد غير بارٍّ بأمه. فالشرع لا يلزم المسلم بمساعدة من يعينه على الاستمرار في المعصية، بل يجب عليه أن يتجنب مثل هذا التعاون حفاظًا على دينه ومبادئه. وفي ذات الوقت، عليه أن يحرص على تقديم النصيحة والدعاء لأخيه بالهداية.