التدخين من المحرمات وأثره على الصدقة
التدخين يعد من المحرمات التي أكد عليها العلماء المعاصرون، وذلك لما يحتويه من أضرار جسيمة على الصحة والمال. ولكن، هل يمكن أن يكون تدخين أحد أفراد الأسرة، وتحديدًا رب الأسرة، سببًا لحرمان باقي أفراد الأسرة من المساعدة المالية أو الصدقة؟
من المعلوم أن التدخين محرم شرعاً، وينبغي على من يمارس هذه العادة أن يسعى للتوبة النصوح منها. ومع ذلك، لا ينبغي اعتبار تدخين رب الأسرة سببًا يمنع تقديم المساعدة لعائلته، خصوصاً إذا كانت هذه العائلة تعاني من الفقر وتحتاج للدعم المادي.
هل يحرم التدخين مساعدة الأسرة الفقيرة؟
وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، فإن تقديم المساعدة المالية والتصدق على الفقراء واجب يُثاب عليه المسلم، ولا ينبغي الامتناع عنه بسبب التدخين. في هذه الحالة، يتوجب التفريق بين الفرد المدخن وبين الأسرة التي قد تتضرر بسبب نقص الدعم المالي.
يقول العلماء: حتى وإن صرف الأب المدخن جزءًا من المال في التدخين، فإن الإثم يقع عليه وحده، ولا يؤثر ذلك على أجر المتصدق. فالصدقة تعود بالثواب على من يقدمها، وإن كان المُتصدق عليه يستخدم المال في غير ما ينفعه.
أهمية اختيار أهل الصلاح والتقوى في الصدقة
يفضل في الصدقة أن يتم توجيهها إلى أهل الصلاح والتقوى من أجل التأكد من استخدامها في أوجه الخير. ومع ذلك، يجوز تقديم المساعدة حتى للفاسق أو الكافر، وهو ما أشار إليه الإمام النووي في قوله: "يستحب أن يخص بصدقته الصلحاء، وأهل الخير، وأهل المروءات والحاجات، فلو تصدق على فاسق، أو على كافر من يهودي، أو نصراني، أو مجوسي؛ جاز، وكان فيه أجر في الجملة."
وبالتالي، لا يمنع تقديم الصدقة لمن يعاني من التدخين أو يرتكب بعض المعاصي، طالما كان في حاجة فعلية للمساعدة.