في واقعة غريبة صدمت المجتمع التركي والإسلامي على حد سواء، أظهر فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي لحظة اعتداء رجل على إمام مسجد خلال صلاة الجمعة باستخدام كرسي. الفيديو، الذي انتشر بسرعة كبيرة، وثّق الرجل وهو يحاول مراراً وتكراراً ضرب الإمام أثناء إلقائه خطبة الجمعة قبل أن يتمكن من إصابته في النهاية على رأسه.
الحادثة وقعت في أحد المساجد التركية، حيث كان المصلون يؤدون صلاة الجمعة بشكل اعتيادي حتى تفاجأ الجميع بهذا الاعتداء المفاجئ. المهاجم لم يتوقف عن محاولة إصابة الإمام حتى نجح في ذلك، ما أثار حالة من الذهول والفوضى بين المصلين. بعد انتهاء الصلاة، سارع المصلون للسيطرة على المعتدي، وقام أحد كبار السن باستخدام مروحة لضربه على رأسه، ما أسفر عن إصابته قبل أن يحاول الهرب.
ووفقًا لشهود عيان، تمكن المصلون من إيقاف الرجل والسيطرة عليه حتى وصول السلطات المحلية التي قامت باعتقاله. لم يتم الكشف حتى الآن عن الدوافع التي جعلت المعتدي يقوم بهذا الفعل الغريب، حيث ذكرت وسائل الإعلام التركية أن التحقيقات جارية لمعرفة خلفيات الحادثة وأسبابها.
المصلون في المسجد أبدوا غضبهم واستنكارهم لما حدث، حيث عبروا عن رفضهم التام لمثل هذه الأفعال التي تسيء إلى قدسية بيوت الله، مطالبين السلطات بتشديد العقوبات على مثل هذه الجرائم. وقال أحد المصلين: "ما حدث غير مقبول تماماً، يجب أن يكون هناك احترام كبير للمساجد والإمام خلال خطبة الجمعة. لا يمكن التسامح مع هذا النوع من السلوك العدواني".
من جهتها، التزمت السلطات التركية بعدم تقديم تصريحات رسمية حول تفاصيل الحادثة حتى اكتمال التحقيقات، فيما انتشرت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمحاسبة المهاجم وإنزال أقصى العقوبات عليه.
ويعد الاعتداء على رجال الدين وأئمة المساجد حدثاً نادراً في تركيا، حيث تتمتع المؤسسات الدينية باحترام كبير من قبل المجتمع. هذه الحادثة، وإن كانت فردية، إلا أنها سلطت الضوء على ضرورة الحفاظ على احترام الأماكن المقدسة والعمل على اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات.
حتى الآن، لم تُصدر أي معلومات رسمية حول حالة الإمام الصحية بعد الحادثة، لكن وفقاً لشهود العيان، يبدو أن إصابته لم تكن خطيرة. وقد أعرب عدد من الشخصيات الدينية والسياسية عن تضامنهم مع الإمام ومع المصلين الذين شهدوا الحادثة، داعين إلى تعزيز الأمن في المساجد لضمان حماية المصلين والإمام من أي اعتداءات محتملة.
في النهاية، هذه الحادثة تؤكد على أهمية تعزيز الوعي بأهمية احترام أماكن العبادة والحفاظ على السلم الاجتماعي، خاصة في مثل هذه الأوقات الحساسة التي تتطلب من الجميع التعاون والالتزام بالقيم الإنسانية والدينية المشتركة.