في كثير من الأحيان، قد يقع المسلم في خطأ أثناء أداء الصلاة بسبب عدم تحديد القبلة بشكل صحيح. فقد تلاحظ أحد الأصدقاء يصلّي، وتقوم بتقليده، لكن تكتشف لاحقًا أن اتجاه القبلة كان غير صحيح. في هذه الحالة، يتساءل الكثيرون عن حكم إعادة الصلوات.
وفقًا لرأي جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، فإن الصلاة التي أديتها في هذا الوضع لا تتطلب الإعادة، طالما أن الخطأ كان ناشئًا عن تقليد شخص موثوق. فقد قال الحطاب المالكي في كتابه "مواهب الجليل": "الْبَصِيرُ الْجَاهِلُ بِالْأَدِلَّةِ ... إِنْ لَمْ يَكُنْ بِحَيْثُ يَهْتَدِي يَجْتَهِدُ - فَفَرْضُهُ التَّقْلِيدُ."
لذا، إذا كنتِ قد صليتِ تقليدًا لصديقتكِ التي كنتِ تثقين بها، فلا حرج عليكِ. لكن إن كنتِ تشعرين بقلق بشأن قلة من هذه الصلوات، فمن الأفضل أن تعيديها، إلا أنه لا يلزمك ذلك إذا كنتِ غير متأكدة.
أما بالنسبة للوساوس التي تطرأ عليكِ بعد الانتهاء من الصلاة، فإن الشك في صحة صلواتك السابقة يعتبر من وساوس الشيطان، خاصةً إذا لم يكن لديكِ دليل واضح على الخطأ.
من الجيد أن تكثري من صلاة التطوع والنوافل، حيث إن ذلك يساعد في تعزيز روح العبادة ويزيد من تقربكِ إلى الله. يُنصح بالتركيز على النوافل الراتبة لتحصيل الأجر والثواب.
بذلك، تبقى العبادة في الإسلام قائمة على النية والتقوى، مما يجعل كل مسلم يحاول السعي نحو الأفضل في عباداته دون الوقوع في شباك الشكوك والوساوس.