أثارت قناة مصرية على موقع "يوتيوب" جدلًا كبيرًا في الأوساط الاجتماعية والإعلامية بعد نشرها لما وصفته بـ"الأغاني القرآنية"، حيث تم استخدام الموسيقى المختلفة مع تلاوة آيات من القرآن الكريم. وقد ادعت القناة أنها تسعى لتقديم تجربة جديدة تجمع بين حكمة القرآن الخالدة وموسيقى مثل الروك آند رول، البوب، الفانك، البلوز، والتكنو، في محاولة لجذب فئات مختلفة من المستمعين.
إلا أن هذا المحتوى المثير للجدل سرعان ما واجه هجومًا حادًا، خاصة من الأوساط الدينية، حيث أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا حاسمًا بتحريم استخدام الموسيقى المصاحبة للقرآن، معتبرة أن هذا النوع من التقديم يشكل تعديًا على حرمة القرآن وتشويهًا للنصوص المقدسة.
تفاصيل القناة ومحتواها المثير
ظهرت هذه القناة في شهر مايو من العام الجاري، حيث بدأت في نشر مقاطع فيديو تحت عنوان "الأغاني القرآنية". وادعت القناة أن هذا النمط الجديد يهدف إلى تقديم القرآن الكريم بأسلوب إبداعي يجمع بين التلاوة والموسيقى، لجذب المستمعين من جميع الخلفيات الثقافية. وقدمت القناة مقاطع فيديو تجمع بين القرآن والموسيقى في حفلات موسيقية أُرفقت بتلاوات دينية.
إلا أن هذه المحاولات سرعان ما أثارت الغضب بين الناس، حيث اعتبرها البعض استهزاءً بالدين الإسلامي، وتشويهًا لتلاوة القرآن التي تحمل قدسية عالية في العالم الإسلامي. وبالرغم من الهجوم الواسع، استطاعت القناة جذب عدد كبير من المشاهدات، حيث حققت ما يقارب نصف مليون مشاهدة على 30 مقطع فيديو، وجذبت أكثر من 25 ألف مشترك.
ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي
لم تمر هذه القناة دون ردود أفعال قوية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصف الكثيرون هذا المحتوى بأنه "إلحاد" و"حرب على الإسلام". وانتشرت التغريدات والمنشورات التي تدعو إلى إغلاق القناة بشكل فوري، واعتبرت العديد من التعليقات أن هذا المحتوى يمثل إهانة صريحة للقرآن الكريم.
كتب أحد المستخدمين على تويتر: "الإسلام يُحارب بكل الأشكال، وهذه القناة دليل آخر على الهجوم الذي يتعرض له الدين". بينما دعا آخرون إلى التجاهل وعدم التفاعل مع القناة، مشيرين إلى أن "الترويج لمثل هذه الأمور يزيد من انتشارها".
إغلاق القناة بعد الجدل الكبير
بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها هذه القناة، جاء إغلاقها بشكل مفاجئ اليوم، حيث لم تصدر القناة أي توضيح بشأن هذا القرار. وكانت القناة قد حققت خلال فترة قصيرة نسبيًا شعبية كبيرة، مع مشاهدات تقارب نصف مليون ومتابعين بلغ عددهم 25.6 ألف مشترك.
دار الإفتاء تحسم الجدل وتحرم قراءة القرآن بالموسيقى
في خضم هذا الجدل، أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا أكدت فيه تحريم قراءة القرآن الكريم مصحوبًا بالآلات الموسيقية، مشيرة إلى أن هذا الأسلوب يعتبر تحريفًا للقرآن. وأكد البيان أن القرآن يجب أن يُقرأ كما أنزله الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واصفًا هذه الطريقة بأنها مخالفة للشريعة الإسلامية وضياع للدين.
وجاء في البيان: "القرآن المصحوب بالآلات الموسيقية ليس هو القرآن الذي أنزله الله، بل يكون محرفًا، وفي ذلك ضياع الدين وهلاك المسلمين".