يعتقد البعض أن الدعاء بصيغة "اللهم اجعل لي فيه الخير" قد يكون اعتداء في الدعاء، خاصة إذا ارتبط ذلك بموقف مثل الاستخارة. ولكن ما هو الاعتداء في الدعاء؟ وهل في هذا الدعاء فعلاً مخالفة؟
الاعتداء في الدعاء يُقصد به تجاوز الحدود المرسومة في الدعاء أو طلب شيء يخالف الشريعة أو ينافي الحكمة. ويشمل ذلك الدعاء بما هو غير مشروع، أو الدعاء بطريقة غير ملائمة مثل طلب ما لا يجوز شرعًا. ومع ذلك، فإن قول "اللهم اجعل لي فيه الخير" لا يعتبر من الاعتداء في الدعاء طالما أن ما يُدعى به مباح ولا يتضمن معصية أو مخالفة.
هل قول "اللهم اجعل لي فيه الخير" اعتداء في الدعاء؟
لا يُعد الدعاء بصيغة "اللهم اجعل لي فيه الخير" اعتداءً، بل هو من الأدعية المباحة والمشروعة في الإسلام. الهدف من هذا الدعاء هو طلب الخير من الله سبحانه وتعالى في الأمور التي لا يعرف المرء مصلحتها بدقة. الدعاء بهذا الشكل يعكس التسليم والاعتماد الكامل على الله، ويطلب من الله توجيه الخير إليه حيثما كان.
الدعاء والاستخارة: الفرق الأساسي
الاستخارة هي دعاء مخصص يقال عندما يحتار الإنسان في أمر معين ويطلب من الله أن يوجهه إلى الخيار الأفضل. يتضمن دعاء الاستخارة طلبًا محددًا بأن يختار الله للمؤمن ما فيه الخير في الدنيا والآخرة. بينما الدعاء بصيغة "اللهم اجعل لي فيه الخير" هو دعاء عام يمكن أن يستخدم في جميع الأحوال.
قال ابن القيم -رحمه الله- في هذا السياق أن على المؤمن أن يحذر من سؤال الله أمرًا معينًا قد يكون خيره خفيًا عنه، وأوصى أن يجعل المؤمن دعاءه مشروطًا بعلم الله وحكمته فيما فيه الخير.
الأدعية الجوامع: أفضل أسلوب للدعاء
تُعد الأدعية الجوامع التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أفضل أنواع الدعاء. هذه الأدعية تشمل معاني عظيمة وتطلب من الله الخير في كل شيء دون تحديد أو تقييد. من أمثلة هذه الأدعية: "اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم"، وهو دعاء شامل يطلب فيه المسلم الخير في الدنيا والآخرة.
الخلاصة: لا اعتداء في الدعاء إذا التزمت بالأصول الشرعية
الدعاء بصيغة "اللهم اجعل لي فيه الخير" لا يتضمن أي نوع من الاعتداء طالما كان موضوع الدعاء مباحًا ومشروعًا. من المهم أن يكون الدعاء مرتبطًا بالتفويض الكامل لأمر الله وتيسير الخير في كل الأمور، كما ينبغي على المسلم الاستعانة بالأدعية المأثورة عن النبي الكريم للحصول على أفضل النتائج.
في النهاية، يبقى الدعاء مفتاحًا للخير والبركة، وهو وسيلة للتواصل مع الله سبحانه وتعالى، وكلما كان الدعاء مرتبطًا بالاعتماد على علم الله وحكمته، كان أبلغ في القبول والاستجابة.