تشير السنة النبوية إلى أهمية التوازن بين العبادات والحقوق البدنية. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإفراط في العبادة على حساب صحة الجسم، حيث حذر من التسبب في الفتور البدني أو الإضرار بالصحة. ففي حديث صحيح مسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: «يا عبد الله بن عمرو، بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل، فلا تفعل، فإن لجسدك عليك حظا، ولعينك عليك حظا، وإن لزوجك عليك حظا، صم وأفطر، صم من كل شهر ثلاثة أيام، فذلك صوم الدهر». ويظهر هذا التوجيه أهمية الاعتدال والاهتمام بجميع جوانب الحياة.
التحذير من الإفراط في الطعام
كذلك، جاءت توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم لتحذير المسلمين من الإفراط في تناول الطعام، حيث أكد على ضرورة تجنب الشبع المفرط. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سنن الترمذي: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنَفَسِه». وهذا الحديث يسلط الضوء على أهمية التوازن في تناول الطعام والشراب.
الاقتصاد في الغذاء والتوازن
أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الاقتصاد في الطعام يعد أساسًا للحفاظ على الصحة البدنية. فقد كان يوصي بتناول الطعام بقدر الحاجة وليس الإفراط، حيث قال في سنن النسائي: «كلوا، وتصدقوا، والبسوا في غير إسراف، ولا مَخِيلة». ومن خلال هذه النصائح، يشجع النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على تناول الطعام بشكل معتدل ومتوازن.
الاعتدال في الصيام كوسيلة للحفاظ على الصحة
أحد الجوانب البارزة في السنة النبوية هو التأكيد على الصيام كوسيلة للحفاظ على الصحة البدنية. حيث يُعتبر الصيام من الأسباب التي تعزز الصحة وتنظم الغذاء. كما قال عبد الحميد بن باديس: «شرع الصوم ليقاوم شر شهوة الطعام، لما فيه من راحة للمعدة ونقاء، وتربية على امتلاك زمام نفسه عن الشهوات والملذات».
الحفاظ على الغذاء من الإهدار
تأتي السنة النبوية أيضًا بالتوجيه للحفاظ على الطعام وعدم إهداره. فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ اللقمة التي تسقط وعدم تركها للشيطان، حيث قال في صحيح مسلم: «إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها، فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها، ولا يدعْها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة». وهذا التوجيه يعكس أهمية تقدير النعم وعدم إهدار الطعام.