تواجه فتاة شابة أزمة مالية صعبة دفعتها للبحث عن طرق لتغطية مصاريف دراستها. ومع ضيق الخيارات أمامها، قررت الفتاة اللجوء إلى الأشخاص الذين تعرفهم طلبًا للمساعدة، لكنها استخدمت حيلة لتحصل على هذه المساعدة دون أن تخبرهم بأن المستفيدة هي نفسها. شرحت الفتاة ظروف شخص آخر يعاني من نفس مشكلتها لتجذب تعاطف الناس وتبرعاتهم، وقد حصلت بالفعل على مبلغ كافٍ لتغطية تكاليف دراستها، ولكنها الآن تعيش في حيرة وقلق حول شرعية استخدام هذا المال.
قد قام أحد المتبرعين بالتواصل معها وسألها عن تفاصيل السنة الدراسية للمستفيدة التي تحدثت عنها، لكنها أجابت بطريقة غير صحيحة لتجنب كشف أنها المستفيدة. هذا الموقف جعلها تشعر بالذنب والخوف من استخدام هذا المال، متسائلة عما إذا كان ما فعلته يعتبر غشًا أو كذبًا يحرمها من الاستفادة من هذه الأموال.
الحكم الشرعي في استخدام مال التبرعات
يتساءل كثيرون حول الموقف الشرعي لهذه الفتاة: هل يحق لها استخدام المال الذي حصلت عليه من التبرعات؟ وفقًا لفتاوى العلماء، فإن التصرف الأكثر أمانًا وأفضل هو أن تعيد الفتاة المال إلى المتبرعين أو أن تعطيه لشخص آخر يستحق المساعدة وفقًا للوصف الذي قدمته في البداية. فالمال الذي جمعه المتبرعون جاء بناءً على تصور معين لشخص يحتاج المساعدة، وإذا كانت الفتاة تعتقد أن المتبرعين لو عرفوا أنها هي المستفيدة لما قدموا التبرعات، فإن استخدامها لهذا المال يصبح غير جائز شرعًا.
موقف الكذب على المتبرعين
من ناحية أخرى، كذب الفتاة على أحد المتبرعين بخصوص السنة الدراسية يمثل مشكلة إضافية، خاصة إذا كان هذا المتبرع قد تبرع بناءً على تلك المعلومة بالتحديد. فإذا كان ذلك المتبرع يهتم بالتفاصيل التي زودته بها الفتاة حول السنة الدراسية وكان يعتبرها أساسًا لاتخاذ قرار التبرع، فإن الكذب قد يكون سببًا لتحريم أخذ هذا التبرع.
ومع ذلك، إذا كانت التفاصيل المتعلقة بالسنة الدراسية ليست مهمة لذلك المتبرع ولم تكن السبب المباشر لتبرعه، فإن الكذب هنا لا يعتبر سببًا لتحريم المال، ولكن على الفتاة التوبة عن الكذب.
هل يعتبر المال دينا عليها؟
في حالة عدم جواز استخدام الفتاة لهذا المال، فإن العلماء يوضحون أنه إذا أرادت الفتاة استخدام المبلغ، فيمكنها اعتباره دينًا عليها. بمعنى أنه يجب عليها إعادة المال إلى المتبرعين أو التبرع به لشخص آخر يستحقه. وفي حالة عدم قدرتها على ذلك في الوقت الحالي، يمكنها أن تضع في نيتها أن تقوم بتسديد هذا الدين عند توفر الظروف المناسبة لها في المستقبل.