في الآخرة، تنتظر المؤمنين نعم عظيمة، منها السقيا من أنواع الأشربة الطيبة. هذه النعمة وعد الله بها المتقين في الجنة، حيث يسقون من أنهار من ماء، ولبن، وخمر، وعسل. تتناول هذه المقالة من يسقيهم الله بيده، ومن يسقيهم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن يخدمهم في الجنة.
وصف النعيم في الجنة: قال الله تعالى في سورة محمد: "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى". هذا الوصف يظهر النعيم العظيم الذي ينتظر المؤمنين في الجنة، حيث تتوفر لهم كل أنواع الأشربة الطيبة.
من يسقيهم الله بيده: لم يرد نص صريح يدل على أن الله يسقي بعض عباده بيده، ولكن في قوله تعالى: "وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا"، تنسب السقيا إلى الله تعالى كنوع من الإنعم والتفضل. هذا يشبه قول إبراهيم عليه السلام: "وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ"، حيث أن السقيا هنا تعبر عن نعمة الله وفضله.
من يسقيهم النبي صلى الله عليه وسلم: شرّف الله تعالى نبينا صلى الله عليه وسلم بأن وهبه حوض الكوثر، حيث يسقي أمته منه يوم القيامة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلاَ يَظْمَأُ أَبَدًا". هذا الحديث يشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم سيسقي بعض أمته بنفسه، خاصة من كانوا على الإيمان والاتباع الصادق.
خدمة الملائكة والمؤمنين في الجنة: لم يثبت نص يدل على أن الملائكة يسقون المؤمنين في الجنة، ولكن المعروف أن لأهل الجنة خدما من الولدان المخلدين يطوفون عليهم بآنية الشرب. قال الله تعالى: "يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ، بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ". هؤلاء الولدان يخدمون أهل الجنة، ويسقونهم من أشربة متنوعة وطيبة.