تبرؤ الأب من أبنائه هو أمر محرم في الإسلام، ويعتبر نفي النسب من أكبر الخطايا. إذا كان الزواج عرفيًا مستوفيًا للشروط، فإن النسب يكون ثابتًا شرعًا. حتى لو كان الزواج باطلًا في نظر البعض، فإن الطفل المولود من هذا الزواج ينسب إلى والده. والشرع يحذر بشدة من نفي النسب دون حق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من انتفى من ولده ليفضحه في الدنيا، فضحه الله يوم القيامة على رؤوس الأشهاد".
قطيعة الرحم تعتبر من كبائر الذنوب في الإسلام، ويترتب عليها لعن من الله. إضافة إلى ذلك، ترك الأب لمسؤوليته تجاه أبنائه، سواء من ناحية التربية أو النفقة، يعتبر تقصيرًا كبيرًا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ".
رغم تصرفات الأب، يبقى من الواجب على الابن أن يحاول بره وصلته بقدر استطاعته. إذا كان الأب يطرد ابنه من المنزل، فيكفي الاتصال الهاتفي أو السؤال عنه. الدعاء له بالهداية وصلاح الحال يعتبر من أفضل أنواع البر. قال الله تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً".
الاستمرار في زيارة الأب رغم طرده، والصبر على الإساءة، يجلب للابن الثواب من الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ". فهذا التحمل والصبر يجعل الابن في معية الله دائمًا.
لا حرج في الانتساب إلى الجد إذا كان الوالد متنكرًا. ففي الإسلام، الانتساب إلى الجد يعتبر صحيحًا ويؤدي نفس الغرض. الانتساب للجد يعتبر بمثابة الانتساب للأب، حيث أنه جزء من سلسلة النسب.