في حياة المسلم، قد يمر بمواقف يضطر فيها إلى الحلف أو النذر، وقد يتهاون أحيانًا في الوفاء بما ألزم نفسه به، سواء عن قصد أو غير قصد. ومع تكرار هذه الحالات، قد يجد المسلم نفسه محاطًا بأوزار كثيرة من الأيمان الكاذبة والنذور غير الموفاة. لذا، يتعين على المسلم أن يعرف الطرق الشرعية للتخلص من هذه الأوزار وتطهير نفسه من آثارها.
أهمية الوفاء بالأيمان والنذور:
يحث الدين الإسلامي المسلم على الوفاء بعهوده ووعوده، حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ" {الحـج:29}. ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى في قوله: "من نذر أن يطيع الله فليطعه". فالوفاء بالنذر والأيمان من الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم حفاظًا على عهوده مع الله.
كيفية التعامل مع الأيمان غير الموفاة:
إذا كان لديك أيمان كثيرة لم تفي بها، فعليك أن تبدأ أولاً بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى. التوبة من الكذب والحلف الكاذب واجبة على كل مسلم، حيث أن الحلف الكاذب يعد من الكبائر التي توجب التوبة النصوح.
بعد التوبة، يتعين عليك أن تحصي عدد الأيمان التي حنثت فيها وتقوم بتقديم الكفارات عنها. إذا كان لديك شك في العدد، فالأحوط أن تخرج كفارات تعادل العدد الذي يغلب على ظنك أنه لا يقل عن عدد الأيمان التي حنثت فيها.
طريقة إخراج الكفارات:
تختلف كفارة اليمين باختلاف الظروف، ولكنها تتضمن في العادة إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، ومن لم يستطع فصيام ثلاثة أيام. إذا كانت الأيمان تتعلق بنفس الموضوع وتم تكرارها لتوكيد اليمين، فيكفيك كفارة واحدة.
كيفية التعامل مع النذور:
إذا كنت قد نذرت نذورًا ولم تفي بها، فالأولى أن تبدأ بالوفاء بما تستطيع منها. إذا كان النذر متعلقًا بطاعة الله، فيجب عليك الوفاء به. وفي حالة تعذر الوفاء بالنذر، يمكنك إخراج كفارة النذر التي تختلف حسب طبيعة النذر.
أهمية التوبة من الحلف الكاذب:
الحلف على الكذب أو ما يعرف بـ "اليمين الغموس" من الأمور التي تضر بصاحبها في الدنيا والآخرة، فهو يغمس صاحبه في الإثم وقد يؤدي به إلى النار. ولهذا السبب، ينصح العلماء بأن يخرج المسلم كفارة عن اليمين الغموس كنوع من الاحتياط، إلى جانب التوبة النصوح.