تناقش هذه المقالة تفسير الآية الكريمة "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" من سورة الكهف، مع توضيح شروط قبول الأعمال الصالحة في الإسلام، وأهمية الإخلاص والمتابعة للسنة النبوية في الحصول على الأجر.
تفسير الآية: "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"
في سورة الكهف، يقول الله تعالى: "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"، وهذه الآية تحمل وعدًا من الله تعالى بأنه لن يضيع أجر من أحسن عمله، بل سيجزيه عليه خير الجزاء. وقد فسر العلماء هذه الآية بأن الله سبحانه وتعالى لا يهمل ثواب من يعمل عملاً صالحًا بإخلاص ووفقًا لما أمر به الشرع.
شروط قبول الأعمال الصالحة في الإسلام
لقبول العمل الصالح في الإسلام، هناك شرطين أساسيين وهما:
الإخلاص لله تعالى:
يجب أن يكون الهدف من العمل هو إرضاء الله سبحانه وتعالى وحده دون أي نية أخرى مثل الرياء أو السعي وراء المديح. يقول الله تعالى: "فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" (سورة الكهف: 110). وهذا يعني أن العمل لا يُقبل إذا لم يكن خالصًا لله.
المتابعة للسنة النبوية:
يجب أن يكون العمل موافقًا لما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أحكام وتعاليم. يقول الفضيل بن عياض: "إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل حتى يكون خالصًا صوابًا"، مما يعني أن الإخلاص والمتابعة هما الأساس لقبول العمل.
أهمية العلم في أداء العبادة
إن العلم بأحكام العبادات وكيفية أدائها بشكل صحيح أمر ضروري، لكن ماذا عن من يخلص في عمله دون علم كاف بمدى توافق هذا العمل مع السنة؟ يختلف العلماء في صحة عبادة الشخص الذي يؤديها دون علم كاف بمدى توافقها مع السنة. فقد تكون عبادته صحيحة إذا كانت متوافقة مع السنة في شكلها العام حتى لو لم يدرك التفاصيل الدقيقة، ولكن الأفضل هو تعلم الأحكام الشرعية لضمان صحة العبادة.
هل يؤجر الإنسان الجاهل في عبادته؟
فيما يتعلق بمسألة أجر الإنسان الذي يخلص في عبادته دون معرفة كافية بمدى صحتها، هناك اختلاف بين العلماء. بعضهم يرى أنه يؤجر على نيته وإخلاصه، بينما يرى آخرون أنه لا يؤجر إلا إذا كان العمل موافقًا للسنة بشكل كامل.