تعتبر كفارة اليمين من الأحكام التي وضعتها الشريعة الإسلامية لتنظيم كيفية التعويض عن الحنث باليمين. وفقًا لما جاء في الآية الكريمة: "فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ" [المائدة: 89]، فإن الواجب هو إطعام عشرة مساكين.
تساؤل الكثيرين يتعلق بجواز دفع كفارة اليمين لأسرة واحدة تحتوي على عشرة مساكين. من حيث المبدأ، يجوز دفع كفارة اليمين لأسرة واحدة تحتوي على هذا العدد من المساكين، حيث لا يشترط أن يكون المساكين من أفراد مختلفين، بل يكفي أن يكونوا في نفس الأسرة. وهذا هو ما أكده علماء اللجنة الدائمة للإفتاء، حيث يمكن دفع الكفارة لبيت يحتوي على العدد المطلوب من المساكين.
كيفية دفع كفارة اليمين:
تعتبر كفارة اليمين من الأمور التي تتطلب إطعام عشرة مساكين بمقدار نصف صاع لكل مسكين من قوت البلد. لا يشترط أن تكون الكفارة عبارة عن نوع واحد من الطعام، بل يمكن أن تتنوع الأطعمة المقدمة. وبهذا، يمكن دفع كفارة اليمين ببعض الأطعمة مثل الأرز، الشعير، التمر، أو غيرها من الأصناف، بما يفي بالغرض.
وقد ذكر ابن قدامة في كتابه "المغني" أن إطعام بعض المساكين ببعض الأصناف كالأرز والآخرين بأنواع مختلفة مثل التمر، يجزئ في كفارة اليمين. وهذا يتوافق مع ما جاء في الشريعة من عدم اشتراط نوع واحد من الطعام، بل يمكن تنوعه.
الأطعمة المسموح بها في كفارة اليمين:
تجدر الإشارة إلى أنه لا يجوز دفع كفارة اليمين نقوداً، بل يجب أن تكون من الأطعمة كما نص القرآن الكريم. الأطعمة المسموح بها تشمل الأرز والدقيق، حيث يعتبران من أساسيات طعام الناس.
أما الزيت والحليب، فليس من المناسب استخدامهما كطعام رئيسي في كفارة اليمين، إلا في حالات خاصة. الزيت يعتبر إداماً وليس طعاماً رئيسياً، بينما الحليب يمكن أن يكون مقبولاً فقط إذا كان المساكين يعتمدون عليه بشكل رئيسي، كأهل البادية أو الأطفال الذين لا يملكون ثمن غذائهم.