في الأيام الأخيرة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا مع فيديو يُظهر طفلًا يؤدي نشيدًا مؤثرًا عن المسجد الأقصى. الفيديو الذي لاقى انتشارًا واسعًا وحصد ملايين المشاهدات، تضمن ادعاءات بأن الطفل الذي يظهر فيه هو رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، خلال فترة طفولته. إلا أن هذه الادعاءات سرعان ما تبين أنها غير صحيحة.
الفيديو المتداول تم تعديله ليظهر باللونين الأبيض والأسود، ليبدو وكأنه يعود لعقود مضت، في محاولة لتضليل المشاهدين وإقناعهم بأن الفيديو يعود لزمن بعيد. لكن تحقيقات دقيقة كشفت أن هذا الفيديو لا يمت بصلة إلى إسماعيل هنية، بل يعود لمنشد مصري يُدعى أحمد سعد.
أحمد سعد، الذي ظهر في الفيديو عندما كان طفلًا، هو منشد مصري معروف، وقد ظهر في هذا المقطع خلال برنامج أذيع على قناة "الرحمة" الفضائية، وهي قناة دينية مصرية بدأت بثها في عام 2007 وتوقفت في عام 2010. الشعار الذي يظهر في الفيديو يؤكد أن المقطع مأخوذ من هذه القناة.
بعد انتشار الفيديو المضلل بشكل واسع، اضطر أحمد سعد لنشر توضيح على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي. في هذا التوضيح، أكد سعد أنه هو الطفل الذي يظهر في الفيديو، وأن الفيديو يعود لبرنامج أذيع على قناة "الرحمة" الفضائية قبل عدة سنوات. وأضاف سعد أن التلاعب بألوان الفيديو جاء لجعله يبدو أقدم مما هو عليه بالفعل.
إلى جانب ذلك، أشار أحمد سعد إلى أهمية التحقق من المعلومات قبل نشرها أو التفاعل معها، خصوصًا في ظل الانتشار السريع للشائعات والأخبار المضللة على منصات التواصل الاجتماعي. وشدد على ضرورة البحث عن المصادر الموثوقة والاعتماد على الحقائق بدلاً من الانجراف خلف المعلومات المغلوطة.
هذا الفيديو هو مثال حي على كيفية انتشار الأخبار المضللة في عصر الإنترنت، حيث يمكن للتلاعب البسيط أن يؤدي إلى تكوين صورة مغلوطة بالكامل لدى الجمهور. ومع تزايد اعتماد الناس على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار، يصبح من الضروري التحلي بالوعي والحرص عند التعامل مع مثل هذه المعلومات.