إن الله سبحانه وتعالى قد جعل الرجال والنساء متساويين في التكليف والجزاء، فلا فرق بينهما في الأجر إلا بما قدموا من أعمال. ولكن هناك أحكام تخص الرجال وأخرى تخص النساء، وفقاً لطبيعة كل منهما. لذلك، يجب على كل مسلم ومسلمة أن يطيع الله تعالى وفق ما أمره، وألا يتمنى ما اختص به الله جنسًا دون الآخر.
قال الله تعالى: "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ" (آل عمران/195).
فضل العبادات وأجر المرأة في البيت
من المعلوم أن صلاة الجماعة وصلاة الجمعة لها فضل عظيم، كما ورد في الحديث الشريف: "مَن غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ، ثم بكَّرَ وابتكرَ، ومشَى ولَم يركبْ، ودَنا مِن الإمامِ فاستمعَ ولَم يَلْغُ، كان لهُ بكلِّ خُطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها" (رواه أحمد وأبوداود والترمذي). وعلى الرغم من هذا الفضل، فإن صلاة المرأة في بيتها أفضل وأكثر أجرًا من صلاتها في المسجد، وهذا ما جاء في تعاليم الدين الإسلامي.
فالمرأة التي تصلي في بيتها تحصل على الأجر الكامل، دون الحاجة إلى السير إلى المسجد أو حضور الجماعة، وذلك بناءً على نصوص الشريعة التي جعلت صلاة المرأة في بيتها أفضل.
السعي للأجر بالتوافق مع الشريعة
ينبغي على المرأة المسلمة أن تكون راضية بما قسمه الله لها من العبادات والفرائض. فالتفرقة في بعض الأحكام بين الرجال والنساء لا تعني نقصًا في الأجر أو التفضيل، بل هي من باب التكليف بما يتناسب مع كل جنس. فالمرأة تحصل على الأجر الكامل بصلاتها في بيتها، وقد يكون أجرها أعظم من الرجل إذا أدت ما عليها من واجبات بإخلاص.
قال الله تعالى: "وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ" (النساء/32)، فيجب أن يكون اهتمام المرأة بعبادتها وطاعتها لله، وألا تلتفت إلى ما خص الله به الرجال من أحكام.
كيفية تحقيق الأجر الأعلى في العبادات للمرأة
بالنسبة للمرأة التي ترغب في الحصول على الأجر العظيم، يمكنها التركيز على العبادات التي خصها الله بها، مثل حسن تبعلها لزوجها، وحسن تربيتها لأبنائها، وأداء الصلاة في بيتها بإخلاص وخشوع. كما يمكنها الاستفادة من الوقت في قراءة القرآن، والذكر، والدعاء، وهي أعمال قد تفوق في أجرها الأعمال الظاهرة التي يقوم بها الرجل.