الظهار هو من كبائر الذنوب التي تناولتها الشريعة الإسلامية، وقد فرض الله على من يرتكب هذه المعصية كفارة مغلظة لتطهير نفسه. وقد جاء في القرآن الكريم في سورة المجادلة قوله تعالى: "الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ" (المجادلة/2). وتشتمل كفارة الظهار على عتق رقبة، فإن لم يكن ذلك ممكنًا، فيجب صيام شهرين متتابعين، وإذا لم يستطع الشخص ذلك، فعليه إطعام ستين مسكيناً.
حالة الوفاة وكيفية التعامل مع الكفارة
إذا توفي شخص وكان عليه كفارة الظهار، يلتزم الورثة بتسوية هذا الأمر وفقاً للأحكام الشرعية. فقد ثبت في الحديث النبوي الشريف أن الشخص الذي توفي وعليه صيام واجب، كصيام كفارة الظهار، يمكن لوليه أن يقوم بالصيام عنه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ"، كما رواه البخاري ومسلم.
ومع ذلك، فإن صيام الولي عن المتوفى ليس واجبًا، بل هو مستحب. إذا تطوع أحد من الورثة أو أي شخص آخر بالصيام عن المتوفى، فذلك مجزئ ويُثاب عليه. وإذا لم يتم الصيام، فيجب على الورثة أن يطعموا ستين مسكينًا بدلاً من صيام الكفارة، ويكون ذلك من التركة.
كيفية تنفيذ إطعام المسكينين
إذا اختار الورثة بدلاً من صيام الكفارة، إطعام المسكينين، فيجب عليهم استخدام تركة المتوفى لتسوية هذا الدين. يمكن للورثة أن يتبرعوا بإطعام المسكينين من أموال التركة، أو يمكن لأي شخص آخر التبرع بهذا الإطعام، ولا حرج في ذلك.
أهمية التزام الورثة بالأحكام الشرعية
يعد الالتزام بالأحكام الشرعية في تسوية الكفارة أمرًا مهمًا في الشريعة الإسلامية، حيث أن هذه الكفارات تهدف إلى تطهير النفس والاعتراف بالذنب. وبتنفيذ هذه الأحكام بدقة، يبرئ الورثة ذمة المتوفى ويؤدون حقه الذي لم يتمكن من قضائه في حياته.