أثار فيلم "الملحد" جدلاً واسعًا في المجتمع المصري، حيث تباينت الآراء حول تأثيره وأبعاده الفكرية والدينية. في هذا السياق، شن الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، هجومًا شديدًا على الفيلم، مشددًا على أن الإلحاد، سواء بالتسبب أو بالمباشرة، يعتبر جريمة مكتملة الأركان تحرمها جميع الشرائع السماوية. في هذا المقال، نلقي الضوء على تصريحات كريمة وتأثير الفيلم على المجتمع.
فيلم "الملحد" بين الدين والمجتمع
أوضح الدكتور أحمد كريمة أن فيلم "الملحد" تسبب في إثارة مشكلات داخل المجتمع، مشيرًا إلى أن رجال الدين وحدهم هم المؤهلون للتعليق على أي موضوع يتعارض مع الشريعة الإسلامية. من وجهة نظره، فإن تناول موضوعات تتعلق بالإلحاد يجب أن يكون تحت إشراف العلماء ورجال الدين، لضمان عدم التأثير السلبي على المجتمع وتجنب نشر الأفكار المخالفة للعقيدة الإسلامية.
الدعاة الخوارج والجهل
في تصريحاته، استند كريمة إلى قول الإمام أبو حامد الغزالي، مشيرًا إلى أن تسعة أعشار جريمة الإلحاد يتحملها دعاة فاشلون، وصفهم بأنهم "خوارج جهلاء". وفقًا لكريمة، فإن هؤلاء الدعاة يسيئون إلى الدين ويجعلون الخلق يبغضون الخالق، مما يسهم في انتشار الإلحاد وتفاقم الأزمة داخل المجتمع.
فيلم "الملحد" وتداعياته بعد فيلم "الضيف"
لم تكن هذه المرة الأولى التي يثير فيها عمل سينمائي الجدل، فبعد فيلم "الضيف" الذي شهد هجومًا على أبطاله ومؤلفه إبراهيم عيسى، يأتي فيلم "الملحد" ليعيد إثارة النقاش حول تأثير الفن والسينما على القيم الدينية والمجتمعية. يتساءل الكثيرون عن دور الفن في تناول قضايا حساسة كهذه، ومدى تأثيرها على فكر الشباب والأجيال القادمة.
دور الأسرة في مواجهة الإلحاد
شدد الدكتور كريمة على أهمية دور الأسرة في التوعية ومواجهة ظاهرة الإلحاد. وأشار إلى أن كل أسرة عليها مسؤولية كبيرة في حال ظهور توجهات إلحاد بين أفرادها، مؤكدًا أن الحل لا يكمن في العنف أو القتل، وإنما في التوعية والإرشاد. كما أوضح أنه إذا قام رب الأسرة بقتل الشخص الملحد، فإنه يعاقب على ذلك، مما يعكس ضرورة التعامل مع مثل هذه القضايا بحكمة وتعقل.
الأزهر وموقفه من الخلافات
اختتم الدكتور أحمد كريمة تصريحاته بالتأكيد على أن الأزهر الشريف ليس في خصومة مع أحد، وإنما يسعى للحفاظ على القيم الدينية والالتزام بالشريعة الإسلامية. ودعا الجميع إلى الالتزام بتعاليم الدين وعدم مخالفة الشريعة، معتبرًا أن هذه هي الطريقة المثلى لتجنب الفتن وحماية المجتمع من الأفكار المنحرفة.