عندما يقترب الإنسان من مرحلة الاحتضار، يتساءل البعض عما إذا كان بإمكانه رؤية الملائكة أو الشياطين. في هذا المقال، سنتناول ما تقوله الشريعة الإسلامية حول هذا الموضوع بناءً على الأحاديث النبوية والتفسيرات الشرعية.
رؤية المحتضر للملائكة والشياطين
1. رؤية الملائكة والشياطين أثناء الاحتضار
لا توجد أدلة شرعية قاطعة تؤكد أن كل محتضر يرى الملائكة أو الشياطين. لكن، هناك بعض النصوص التي تشير إلى إمكانية رؤية المحتضر للملائكة أو الشياطين في لحظات معينة:
النصوص التي تذكر رؤية المحتضر للملائكة:
في كتاب "الروح" لابن القيم، ذكر أن الملائكة قد تنزل على المحتضر وتجلس بالقرب منه، وقد يشاهدهم ويشعر بوجودهم. وقد يتحدثون معه أو يُظهرون له الأكفان والحنوط من الجنة أو النار، وقد يتسلمون دعاء الحاضرين بالخير والشر.
نقل القرطبي عن أبي حامد الغزالي أن الميت قد يُكشف له عن الأمور الملكوتية قبل أن يتوفى، ويعاين الملائكة بحسب عمله.
النصوص التي تذكر رؤية الشياطين:
روى القرطبي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه رأى الشيطان يحاول إغواء أبيه عند موته، وقال عبد الله بن أحمد أنه كان يقاوم الشيطان برفض الإغواء.
2. النصوص التي تؤكد أن المحتضر قد يشعر بوجود الشياطين
في حديث ضعيف رواه أبو نعيم، يُذكر أن الشيطان يكون أقرب ما يكون من الإنسان عند موته، ويحاول إغوائه، وهذا يُظهر أن هناك محاولات من الشيطان لتأثير على المحتضر.
الأدعية والاستعاذات لحماية المحتضر
1. الأدعية المأثورة
حديث أبي هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغرق والحرق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموت لديغًا" (أخرجه أبو داود، وصححه الألباني).
حديث ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: "أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة" (رواه البخاري).
حديث أبي هريرة: "من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك" (رواه مسلم).
2. صيغة الاستعاذة
صيغة الاستعاذة المأثورة: الصيغ المأثورة التي تتضمن الاستعاذة من الشيطان أو حماية النفس تُفضل على غيرها.
الصيغ الأخرى: رغم أن بعض الصيغ مثل "بسم الله ذي الشأن عظيم البرهان وشديد السلطان" غير مثبتة في النصوص الموثوقة، فإن الاستعاذة من الشيطان بطرق مختلفة تبقى مقبولة طالما أنها لا تتعارض مع النصوص الشرعية.