معنى الدعاء في سجود التلاوة في الإسلام

سجود التلاوة هو إحدى السنن المؤكدة التي يقوم بها المسلم أثناء قراءة القرآن الكريم، عند مرور آيات السجدة في المصحف الشريف. يعتبر هذا السجود تجسيدًا لخضوع العبد لربه واستجابته لأوامر القرآن الكريم. يترافق هذا السجود مع دعاء يعبّر عن خضوع العبد لله وشكره لنعمته وهدايته.

نص الدعاء في سجود التلاوة
ورد في الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل: (سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته)"، رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه الألباني.

شرح معاني الدعاء
يتكون دعاء سجود التلاوة من عدة مقاطع تحتوي على معاني عميقة، نوضحها كما يلي:

"سجد وجهي للذي خلقه": هنا يعبر المسلم عن خضوع وجهه وجسده كله لله الذي خلقه وصوره.

"وشق سمعه وبصره": يشير إلى نعمة الله في خلقه للسمع والبصر، وهي تخصيص للنعمة بعد عموم خلق الوجه والجسد، وتذكر بنعمة الإدراك والتمييز بين الحق والباطل.

"بحوله وقوته": يذكر المؤمن هنا بأن كل ما لديه من قدرات ونعمة هو من حول الله وقوته وليس من قوته الشخصية.

فضل الدعاء في السجود
يأتي فضل الدعاء في سجود التلاوة في تقرب العبد من ربه واستجابة الله لدعائه، حيث إن الدعاء في السجود من المواطن التي يُستجاب فيها الدعاء كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

حديث الشجرة في السجود
روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة، فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود."

هذا الحديث يعبر عن أهمية السجود ودعائه، وكيف أن السجود يكتب به الأجر، ويُرفع به الوزر، ويكون ذخراً للعبد عند الله.

السجود في حياة المسلم
السجود هو أعمق تعبير عن الخضوع لله في حياة المسلم. فهو اللحظة التي يكون فيها العبد أقرب إلى ربه، حيث تتجلى فيه مظاهر التذلل والخضوع لله. ويأتي السجود ليس فقط في الصلوات المكتوبة، بل يتضمن أيضًا سجود الشكر وسجود التلاوة.

دعاء سجود التلاوة كسنة نبويةاتباع دعاء سجود التلاوة هو امتثال للسنة النبوية ووسيلة للتقرب من الله. فالدعاء يعبر عن الإيمان العميق بالله وعن الوعي بالنعم التي أنعم بها على العبد. كما يعبر عن الخشوع والتواضع لله والاستعداد لقبول ما يكتبه الله لنا من الأجر والمغفرة.



إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

كيف تصف تجربتك في التكيف مع الحياة والثقافة الأمريكية؟