حكم أخذ الزوجة من مال الزوج بدون علمه: متى يجوز ومتى لا يجوز؟

النفقة الواجبة هي المسؤولية المالية التي تقع على عاتق الزوج تجاه زوجته وأولاده، وتشمل جميع متطلبات الحياة الأساسية مثل الطعام واللباس والمسكن. حدد الإسلام هذه النفقة لضمان الحياة الكريمة للأسرة. عندما يُقصر الزوج في توفير هذه النفقة، يُعتبر مُخلاً بواجبه الشرعي تجاه عائلته.

حالة جواز أخذ المال دون علم الزوج
يجوز للزوجة أن تأخذ من مال زوجها دون علمه إذا كان مقصرًا في النفقة الواجبة عليها وعلى أبنائها، وذلك استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف الذي ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها:

عن هند بنت عتبة أنها قالت: "يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي، إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف".
(رواه البخاري ومسلم).

ضوابط الأخذ من المال في حال التقصير
عندما تقرر الزوجة أخذ المال في حال تقصير الزوج، يجب أن تلتزم بالمعروف، أي أن تأخذ فقط ما يكفي لحاجاتها الأساسية وحاجات أبنائها، دون تجاوز أو إسراف. يجب أن يكون الأخذ بالمعروف معيارًا لتحقيق التوازن بين حاجاتها وحقوق الزوج المالية.

متى يكون أخذ المال غير جائز؟
إذا كان الزوج قائمًا بواجبه في توفير النفقة اللازمة للزوجة والأبناء، فلا يجوز للزوجة أخذ المال من زوجها بدون إذنه. يُعتبر هذا الفعل تعديًا على حقوق الزوج المالية، ويتعارض مع تعاليم الإسلام التي تحرم الاعتداء على أموال الآخرين.

قال الله تعالى:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" (النساء: 29).

دور مؤخر الصداق
مؤخر الصداق هو مبلغ المال الذي يُدفع للزوجة عند انتهاء الزواج بالطلاق أو الوفاة. يُعتبر مؤخر الصداق حقًا للزوجة، ولكن لا يجوز استخدامه كذريعة لأخذ المال من الزوج دون علمه.

في حالة الطلاق أو الوفاة، يُعتبر مؤخر الصداق دينًا على الزوج أو ورثته، ويجب دفعه للزوجة وفقًا لما تم الاتفاق عليه في عقد الزواج.

كيفية التعامل مع الخطأ
إذا أخذت الزوجة من مال زوجها بدون علمه في غير حالات التقصير، ينبغي عليها إعادة المال بطريقة مناسبة دون إحداث أي مشكلة أو توتر في العلاقة الزوجية. يُفضل القيام بذلك بشكل غير مباشر، مثل إضافته إلى ميزانية المنزل أو تخصيصه لأمور العائلة، مع الحرص على عدم إثارة غضب الزوج أو تعكير صفو العلاقة الزوجية.




إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

هل ترى أن عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة ستكون مفيدة لأمريكا على الصعيدين الداخلي والخارجي؟