شرح مقولة ابن مسعود رضي الله عنه: "من أراد أن يستن فليستن بمن قد مات، إذ الأحياء لا تؤمن عليهم الفتنة"

هذه المقولة التي نسبها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، تعبر عن أهمية الاقتداء بالسلف الصالح من الصحابة والتابعين، الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم وطبقوا تعاليم الإسلام في زمنه. يشير ابن مسعود إلى أن من يسعى إلى السير على الطريق الصحيح في الدين ينبغي أن يقتدي بمن قد مضوا من هؤلاء الصالحين، لأن الأحياء يمكن أن يتعرضوا للفتن والاختبارات التي قد تؤدي إلى الانحراف أو الخطأ.

تطبيق المقولة على الواقع المعاصر
1. أهمية الاقتداء بالسلف الصالح
في زمننا الحاضر، ومع كثرة المذاهب والآراء المتباينة في فهم الدين، يصبح من الضروري العودة إلى مصادر الفهم الصافية التي يمثلها السلف الصالح. الصحابة والتابعون كانوا يعيشون الدين في أنقى صوره، وقد اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه واتباع سنته. لذا، فإن العودة إلى ما كان عليه الصحابة والتابعون في العبادة والأخلاق والمعاملات، يمكن أن يوجه المسلمين نحو الطريق الصحيح في ظل التحديات المعاصرة.

2. الحذر من الفتن الحديثة
في العصر الحديث، نواجه الكثير من الفتن والأفكار المغلوطة التي قد تؤثر على فهمنا للإسلام. الأحياء، مهما كانت مكانتهم العلمية أو الدينية، قد يتعرضون للفتن التي قد تؤثر على آرائهم. ولذلك، يوجهنا ابن مسعود إلى الحذر من الانجرار وراء كل جديد دون تمحيص، والتأكد من تطابقه مع ما كان عليه السلف الصالح.

3. التمسك بالثوابت الشرعية
تطبيق مقولة ابن مسعود يستدعي التمسك بالثوابت الشرعية وعدم الانسياق وراء الآراء المتغيرة أو التي تتماشى مع أهواء الناس. السلف الصالح قدموا لنا نموذجًا للثبات على الدين، والالتزام بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وما اتفق عليه علماء الأمة من قواعد وأحكام. لذا، فإن التمسك بالثوابت والابتعاد عن البدع والتوجهات الجديدة التي قد تطرأ على المجتمع، يعتبر من صلب تطبيق هذه المقولة.

4. تعزيز الفهم الصحيح للإسلام
الاقتداء بالسلف الصالح يتطلب دراسة سيرتهم وتعلم كيفية تطبيق تعاليم الإسلام في حياتنا اليومية. من خلال دراسة حياة الصحابة والتابعين، يمكن للمسلمين فهم كيفية التعامل مع التحديات وتطبيق القيم الإسلامية بطرق تتماشى مع روح الإسلام وتعاليمه.

مقولة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه تعكس أهمية العودة إلى الجذور الإسلامية الصافية والابتعاد عن الفتن والآراء المتقلبة. من خلال الاقتداء بالسلف الصالح، يمكن للمسلمين أن يضمنوا السير على الطريق المستقيم والابتعاد عن المخاطر التي قد تؤدي إلى الانحراف عن الدين. في عصرنا الحالي، حيث تتعدد المذاهب والأفكار، يصبح من الضروري التمسك بما كان عليه السلف الصالح من عبادة وأخلاق وتعليم، لضمان صحة الفهم والتطبيق لدين الإسلام.









إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

هل ترى أن عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة ستكون مفيدة لأمريكا على الصعيدين الداخلي والخارجي؟