حقوق الزوجة على زوجها
الحقوق المالية
المهر:
المهر هو المال الذي تستحقه الزوجة على زوجها بالعقد عليها أو بالدخول بها، وهو واجب على الرجل. قال تعالى: "وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً" [النساء: 4].
يهدف المهر إلى إظهار مكانة العقد وخطره، كما يعزز مكانة المرأة ويكرمها.
ليس المهر شرطًا أو ركنًا من أركان عقد الزواج، بل هو أثر مترتب عليه. إذا عُقد الزواج دون ذكر مهر، فإنه يُعتبر صحيحًا، ويُفرض مهر المثل إذا لم يُسمَّى في العقد.
النفقة:
اتفق علماء الإسلام على وجوب النفقة على الزوجات بشرط تمكين المرأة نفسها لزوجها. النفقة تشمل توفير ما تحتاج إليه الزوجة من طعام ومسكن وملبس، سواء كانت غنية أم فقيرة.
دلَّت السنة على هذا الحق، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة: "خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالمَعْرُوفِ" (رواه البخاري ومسلم).
السكنى:
من حق الزوجة على زوجها أن يُهيئ لها مسكنًا يليق بها وبقدرته المادية. قال الله تعالى: "أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِن وُجْدِكُمْ" [الطلاق: 6].
الحقوق غير المالية
العدل بين الزوجات:
إذا كان للرجل أكثر من زوجة، يجب عليه العدل بينهن في المبيت والنفقة والكسوة. قال الله تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [النساء: 19].
حسن العشرة:
يجب على الزوج تحسين خلقه مع زوجته، والرفق بها، وتقديم ما يؤلف قلبها. عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا" (رواه البخاري ومسلم).
عدم الإضرار بالزوجة:
من أصول الإسلام عدم إيقاع الضرر بالآخرين، والزوجة أولى بذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ" (رواه ابن ماجه وصححه الألباني).
حقوق الزوج على زوجته
وجوب الطاعة:
جعل الله الزوج قوَّامًا على المرأة، مما يوجب عليها طاعته في الأمور التي لا تخالف الشرع. قال تعالى: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ" [النساء: 34].
تمكين الزوج من الاستمتاع:
يجب على الزوجة تمكين زوجها من الاستمتاع بها، وعدم الامتناع عنه دون عذر شرعي. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ" (رواه البخاري ومسلم).
عدم الإذن لمن يكره الزوج دخوله:
يجب على الزوجة ألا تدخل أحدًا إلى بيت زوجها إلا بإذنه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تَأْذَنُ امْرَأَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ" (رواه البخاري ومسلم).
عدم الخروج من البيت إلا بإذن الزوج:
من حق الزوج على زوجته ألا تخرج من البيت إلا بإذنه، وذلك حفاظًا على استقرار الأسرة وأمانها.
التأديب:
إذا عصت الزوجة زوجها فيما أوجب الله، فإنه يحق للزوج تأديبها بالمعروف دون إضرار، كالهجر في المضجع والضرب غير المبرح إذا لم تستجب للوعظ والهجر.
خدمة الزوجة لزوجها:
يجب على الزوجة خدمة زوجها بما يليق بها وبقدرته، وتتغير هذه الخدمة بحسب العادات والأعراف والبيئة الاجتماعية.
تسليم المرأة نفسها:
يجب على الزوجة تسليم نفسها لزوجها بعد العقد مباشرة، وتمكينه من حقوقه الزوجية.
معاشرة الزوجة لزوجها بالمعروف:
على الزوجة أن تحسن معاملة زوجها وتحفظ حقوقه، لقوله تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [البقرة: 228].
لقد وضع الإسلام ضوابط وحقوقًا لكل من الزوجين، لضمان حياة أسرية مستقرة ومليئة بالمودة والرحمة. على الزوج أن يعي حقوق زوجته ويلتزم بها، وعلى الزوجة أن تدرك حقوق زوجها وتؤديها على الوجه الأكمل، حتى تتحقق السعادة الزوجية وتبنى أسرة متينة تُسهم في بناء مجتمع صالح.