تتعدد الروايات حول مقتل نبي الله يحيى عليه السلام، حيث تشير بعض النصوص إلى أن السبب كان محاولة ملك الزواج من محارمه. هذه الروايات تحظى باهتمام كبير نظرًا لأصلها الإسرائيلي، ولذا يتطلب الأمر دراسة دقيقة لفهم مدى صحتها وتوافقها مع الشريعة الإسلامية.
روايات مقتل يحيى عليه السلام
تقول الرواية الشهيرة، كما يرويها ابن كثير، أن ملكًا من دمشق أراد الزواج من محارمه، ونُهِيَ عن ذلك من قبل يحيى عليه السلام. بدافع الغضب من رفض يحيى، طلب الملك من زوجته أن تطلب منه مقتل يحيى، ففعلت ذلك وتم تنفيذ الطلب. هذه الرواية تشير إلى أن الملك استجاب لطلب زوجته وأمر بقتل يحيى، وعُرض رأسه ودمه في طست أمامها.
من جهة أخرى، يروي الطبري قصة مشابهة من خلال سعيد بن جبير عن ابن عباس، حيث يُذكر أن الملك كان يرغب في الزواج من ابنة أخيه، وعندما نُهِيَ عن ذلك، طلبت زوجة الملك قتله. وعندما استجاب الملك لهذا الطلب، قُتل يحيى بطريقة بشعة. هذه الروايات تنتمي إلى الإسرائيليات، وهي بحاجة للتدقيق في صحتها بناءً على النصوص الشرعية.
الإسرائيليات وأثرها في الروايات
تعتبر الروايات الإسرائيلية من المواضيع التي تستدعي الحذر. فبينما يمكن رواية ما يتوافق مع النصوص الشرعية، يجب توخي الحذر من تصديق أو تكذيب الروايات الإسرائيلية دون التحقق. النبي صلى الله عليه وسلم أذن لأمته بنقل ما يتعلق ببني إسرائيل، ولكن حذر من تصديقها أو تكذيبها بشكل مطلق.
كما أشار الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله إلى أن الروايات الإسرائيلية قد تكون صحيحة أو خاطئة، والقاعدة الشرعية تنص على عدم التصديق أو التكذيب إلا إذا وافق ذلك النصوص الشرعية. هذه القاعدة تنطبق على الروايات المتعلقة بمقتل يحيى عليه السلام.
تحليل الروايات وموقف الشريعة
الروايات التاريخية حول مقتل يحيى عليه السلام، ورغم أهميتها، تحمل طابعاً إسرائيلياً في بعض جوانبها. لذا، يجب دراسة هذه الروايات بتمعن، والاعتماد على النصوص الشرعية للتأكد من صحتها. تظل القصة محط أنظار الباحثين والمهتمين بالتاريخ الإسلامي، وتستدعي تحقيقاً دقيقاً لمعرفة مدى توافقها مع تعاليم الدين.