عند دخولك في الصلاة بنية، تكفي هذه النية لكل أفعال الصلاة من قيام وركوع وسجود وقعود وتشهد. في الشريعة الإسلامية، النية التي تكون عند بداية الصلاة تشمل جميع أفعالها، لذا لا تحتاج إلى تجديد نية خاصة لكل فعل من أفعال الصلاة. وهذا ما يشار إليه بـ"النية الحكمية" أو النية التي تحكم الصلاة بأكملها، بحيث لا تنقطع إلا إذا قام المصلي بعمل ينقض الصلاة.
كما ذكر السيوطي رحمه الله: «العبادات ذات الأفعال يكتفى بالنية في أولها، ولا يحتاج إليها في كل فعل»، كما هو الحال في الصلاة والوضوء والحج. ويعني هذا أن النية الواحدة تكفي لتغطية جميع أفعال الصلاة، بما في ذلك التشهد، ولا حاجة لتجديد النية لأعمال الصلاة الفردية.
2. معنى السلام على النبي ﷺ
عند قولنا في التشهد "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، نحن ندعو للنبي ﷺ ولأنفسنا، وهذا دعاء وليس نية. ويعني السلام على النبي ﷺ أننا نتمنى له السلامة من كل سوء في حياته وبعد وفاته، ونسأل الله أن يحفظه ويبارك في عمله ومكانته.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله شرح معنى السلام بقوله:
قيل إن "السلام" هو اسم الله، وتعني دعاء لله بأن يحفظ النبي ﷺ.
وقيل إن "السلام" هو مصدر سَلَّمَ، وتعني أن ندعو للنبي ﷺ بالسلامة من كل آفة.
3. بلاغ السلام للنبي ﷺ
نعم، سلامنا على النبي ﷺ يبلغه. وقد ثبت في الأحاديث أن النبي ﷺ يتلقى سلام أمته، سواء في الصلاة أو خارجها. فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: "إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني من أمتي السلام" (النسائي)، وصححه الألباني.
كما روى أبو هريرة عن النبي ﷺ قوله: "ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام" (أبو داود)، وصححه الألباني.
هذا التأكيد من الأحاديث يظهر أن السلام الذي نقوله في الصلاة يصل إلى النبي ﷺ، وهو رد عليه السلام ببركة وإكرام.