تتعدد الحالات التي يعيش فيها الأشخاص معاً في نفس العقار أو المنزل، سواء كان ذلك في إطار ملكية مشتركة أو استئجار مشترك. من بين الأسئلة التي تثار في هذا السياق هو من المسؤول عن تقديم الخدمات المنزلية مثل التنظيف والصيانة. في هذا المقال، سنناقش من يتحمل هذه المسؤوليات بناءً على الفقه الإسلامي والأعراف الشرعية.
العمارة والصيانة في الملك المشترك:
1. واجب الصيانة على الشركاء:
في حال كان هناك شراكة في ملكية عقار أو استئجاره، فإن مسؤولية صيانته وتحديثه تقسم بين الشركاء وفقاً لحصصهم. يجب على كل شريك أن يساهم في صيانة العقار بما يتناسب مع حصته في الملكية. إذا كان الشركاء يتقاسمون الملكية مناصفة، فإن كل واحد منهم يتحمل نصف تكلفة الصيانة والتعمير.
كما ورد في "منار السبيل": "ويجبر الشريك على العمارة مع شريكه في الملك والوقف". وهذا ينطبق على الحالات التي يتطلب فيها العقار إصلاحاً أو ترميماً، مثل إصلاح الجدران أو الأسقف المشتركة.
2. مسؤولية الشركاء عن النفقات:
يجب على الشركاء أن يتحملوا نفقات الصيانة وفقاً لحصصهم. إذا لم يلتزم أحد الشركاء، يمكن أن يتدخل القاضي لاسترداد النفقات من ممتلكات الممتنع. هذا يعني أن القاضي قد يبيع ممتلكات الممتنع أو يقترض عليه لتغطية نفقات الصيانة.
النظافة والخدمات اليومية:
1. تقسيم مسؤوليات الخدمات اليومية:
النظافة والخدمات اليومية الأخرى التي تحتاج إلى تنفيذ في المنزل، مثل تنظيف البالوعة أو إخراج القمامة، يجب أن تُوزع بشكل عادل بين الشركاء. لا يجوز تحميل مسؤولية هذه الأعمال لأحد الشركاء دون الآخر، لأن جميع هذه الخدمات تصب في مصلحة الجميع.
2. فتح الباب وتلبية الزيارات:
فيما يتعلق بفتح الباب للزوار أو المعنيين، يجب على الشركاء التناوب في هذه المسؤوليات إذا كان كل منهم يستقبل زواراً. هذا يضمن عدم تحميل أحدهم المسؤولية بشكل دائم.
أهمية التعاون في الأعمال المنزلية:
1. أهمية التعاون في الإسلام:
التعاون بين الأفراد الذين يعيشون معاً له أهمية كبيرة في الإسلام. فقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أهمية التعاون والمساعدة بين المسلمين في أحاديث متعددة. كما ورد في الحديث:
"الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" (رواه مسلم).
2. الإحسان إلى الجيران والشركاء:
الشريعة الإسلامية تشدد على أهمية الإحسان إلى الجيران والشركاء. فصلة الرحم والإحسان إلى من يعيشون معنا أو بالقرب منا تعتبر من القربات التي يحبها الله تعالى.