تفصيل النهي عن نكاح المتعة
رواية جابر بن عبد الله
رُوي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق، الأيام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن حريث" (رواه مسلم).
رواية خولة بنت حكيم
وفي رواية أخرى في "الموطأ" عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير أن خولة بنت حكيم دخلت على عمر بن الخطاب وقالت: "إن ربيعة بن أمية استمتع بامرأة فحملت منه"، فخرج عمر بن الخطاب فزعًا يجر ردائه وقال: "هذه المتعة. ولو كنت تقدمت فيها لرجمته".
دور عمر في إعلان النهي
تلك الروايات تشير إلى أن بعض المسلمين استمروا في نكاح المتعة حتى عهد عمر بن الخطاب، ولكن عمر رضي الله عنه أعلن عن النهي بناءً على توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم وليس بناءً على اجتهاد شخصي.
أحاديث تحريم المتعة
حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
روى البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة، وعن لحوم الحمر الأهلية، زمن خيبر".
حديث سبرة الجهني:
روى مسلم عن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه قال: "إنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أيها الناس، إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئًا)".
فهم النهي وتحريمه
أوضح علماء الشريعة أن النهي عن نكاح المتعة جاء من النبي صلى الله عليه وسلم، وعمر رضي الله عنه قام بتأكيد هذا النهي ونشره بين المسلمين. وأوضح النووي في "شرح صحيح مسلم" أن النهي كان معروفًا لبعض الصحابة ولكن ربما لم يبلغ آخرين.
خلاصة
نكاح المتعة كان مباحًا في بداية الإسلام لفترة معينة ثم حرمه النبي صلى الله عليه وسلم، واستمر بعض الصحابة في ممارسته حتى أعلن عمر بن الخطاب رضي الله عنه النهي عنه تأكيدًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. هذا النهي ليس اجتهادًا من عمر بل هو تنفيذ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.