الدليل على عصمة الأنبياء والرسل

عصمة الأنبياء والرسل هي مفهوم أساسي في العقيدة الإسلامية، حيث يُعتقد أن الأنبياء معصومون من الخطأ في تبليغ الرسالة ومن الكبائر بعد النبوة. هذا المقال سيتناول الأدلة الشرعية والعقلية على عصمتهم، كما سنستعرض آراء العلماء في هذا السياق.

الأدلة الشرعية على عصمة الأنبياء
النصوص القرآنية
توجد العديد من الآيات القرآنية التي تدل على عصمة الأنبياء في تبليغ الرسالة. من أبرز هذه الآيات:

قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ‌بَلِّغْ ‌مَا ‌أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ" (المائدة: 67).

قوله تعالى: "وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا ‌بَعْضَ ‌الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ" (الحاقة: 44-47).

هذه الآيات تُظهر بوضوح أن الأنبياء معصومون في تبليغ الرسالة، وأن الله يتدخل فوراً إذا ما حاول أي نبي التقول على الله.

أقوال العلماء
أكد العديد من العلماء على عصمة الأنبياء، ومن بينهم شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال: "الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقاً". كما أشار الإمام الشوكاني إلى أن "الأكثر من أهل العلم ذهبوا إلى عصمة الأنبياء بعد النبوة من الكبائر".

الأدلة العقلية على عصمة الأنبياء
الحجة العقلية
العقل السليم يتطلب أن يكون الأنبياء معصومين في تبليغ الرسالة، لأن أي خطأ في التبليغ يعني أن الرسالة السماوية لن تصل إلى الناس بالشكل الصحيح. هناك احتمالان إذا ما أخطأ النبي في التبليغ:

إما أن يسكت الوحي عن تصحيح الخطأ، مما يعني أن الله رضي بالخطأ في تبليغ رسالته، وهذا غير مقبول.
أو أن يتدخل الوحي لتصحيح الخطأ، مما يؤدي إلى فقدان الناس الثقة في النبي ورسالته.
القدوة الحسنة
الأنبياء هم القدوة للأمم، وإذا ما كان هناك احتمال لخطئهم في تبليغ الرسالة، فإن ذلك سيجعل الأمة في حيرة من أمرها بشأن الطريق الصحيح الذي يجب اتباعه. هذا سيؤدي إلى اضطراب في الدين وفقدان الجدية في اتباع أوامر الله.

اختلاف العلماء حول الصغائر
وقوع الصغائر
رغم اتفاق العلماء على عصمة الأنبياء في تبليغ الرسالة وفي الكبائر، إلا أنهم اختلفوا حول وقوع الصغائر منهم. الجمهور يرى أن الأنبياء قد يقع منهم بعض الصغائر، ولكنهم لا يُقرون عليها، ويتم توجيههم للتوبة والاستغفار.

رأي ابن تيمية
أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن "القول بأن الأنبياء معصومون من الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف".




إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

هل ترى أن عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة ستكون مفيدة لأمريكا على الصعيدين الداخلي والخارجي؟