توفيت جدتي الحبيبة بعد حياة مليئة بالأعمال الصالحة، وكانت قد نذرت خلال حياتها أنه إذا رزق الله أبي بطفل ذكر، ستقوم بصنع وتوزيع صينية كيك على المصلين بعد صلاة العيد. بالفعل، رزق الله أبي بأخي، وكانت جدتي تفي بنذرها كل عيد. وبعد وفاتها، تثار التساؤلات حول ضرورة وفاء أهلها بهذا النذر بعد رحيلها.
النذر في الشريعة الإسلامية
النذر هو التزام المسلم بفعل طاعة معينة لله تعالى، وقد يكون هذا الالتزام معلقاً على شرط معين. في حالة جدتي، كان نذرها معلقاً على ولادة أخي، وقد وفت به خلال حياتها. يتساءل البعض الآن حول ما إذا كان علينا كأهلها الوفاء بهذا النذر بعد وفاتها.
الحكم الشرعي للنذر بعد الوفاة
وفقًا للشرع الإسلامي، فإن الالتزامات والواجبات الشرعية تنتهي بوفاة الشخص إذا لم يترك وصية محددة توجب على ورثته القيام بأمر معين. في حالة جدتي، يظهر أنه لم يبق في ذمتها شيء من هذا النذر لأنها وفت به خلال حياتها، ولم تترك وصية توجب على ورثتها الاستمرار في الوفاء به بعد وفاتها.
آراء العلماء
استنادًا إلى ما ورد في الأحاديث النبوية وتفسيرات العلماء، فإن التكليف الشرعي ينتهي بوفاة الشخص. قال الله تعالى في كتابه الكريم: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" (البقرة: 286). وهذا يشمل النذور والواجبات التي لم تُترك فيها وصية محددة.
ماذا يجب على الورثة؟
في حال لم تترك جدتي وصية تطلب من ورثتها الوفاء بالنذر بعد وفاتها، فإنهم غير ملزمين شرعاً بتنفيذ هذا النذر. ومع ذلك، إذا اختار الورثة الوفاء بالنذر من باب البر والإحسان لروح جدتهم، فإن ذلك يعد عملاً صالحاً ينالون عليه الأجر والثواب.