تناولت الأحاديث النبوية العديد من الظواهر الاجتماعية والسلوكيات البشرية التي قد تظهر في آخر الزمان، ومن بين هذه الأحاديث ما يذم من يكسبون رزقهم بألسنتهم. جاء في الحديث الشريف: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ، كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا". يعبر هذا الحديث عن الاستياء من السلوكيات غير الأخلاقية التي يستخدمها البعض لتحقيق مكاسبهم الشخصية.
أهمية الأخلاق في كسب الرزق:
يشير الحديث إلى أن استخدام اللسان في الكذب وشهادة الزور والحيل هو أمر مذموم. يجب على المؤمن أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة وأن يكون كسبه للرزق بطرق مشروعة ونزيهة. يعتبر استخدام الحيل والخداع لتحقيق المكاسب أحد أشكال الفساد الذي يؤدي إلى تدمير القيم الأخلاقية في المجتمع.
تفسير الحديث:
يرى العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل في هذا الحديث تشبيهاً ليجعل المعنى أكثر وضوحاً وتأثيراً في النفوس. كما أن استخدام تشبيه البقر في الأكل باللسان يوضح مدى تدهور القيم والأخلاق في تلك الفئة التي تلجأ إلى الأساليب الملتوية لتحقيق أهدافها.
المخاطر الاجتماعية لاستخدام اللسان بطرق غير شرعية:
تعد الشهادة الزور والكذب والخداع من السلوكيات التي تضر بالمجتمع وتؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية وانتشار الفساد. الأشخاص الذين يكسبون رزقهم بهذه الطرق يسهمون في تدمير الثقة بين الناس وإضعاف القيم الأخلاقية.
العبرة من الحديث:
يحث الحديث المسلمين على التحلي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن السلوكيات الضارة بالمجتمع. يجب أن يكون اللسان أداة لنشر الحق والخير، وليس وسيلة لتحقيق مكاسب غير شرعية. يعد الابتعاد عن الكذب وشهادة الزور والحيل الخادعة من أهم القيم التي يجب أن يتمسك بها المؤمن.