نذر اللجاج والغضب هو النذر الذي يقصد منه الناذر حثّ نفسه أو غيره على فعل شيء، أو المنع من فعل شيء، أو تصديق خبر أو تكذيبه. ويُعتبر هذا النذر في كثير من الأحيان بمثابة يمين، ويتطلب الوفاء به حسب المذهب الحنفي.
الحكم في المذهب الحنفي
وفقًا للمذهب الحنفي، يجب على الشخص الوفاء بالمنذور في نذر اللجاج والغضب. يعتبر الحنفية أن هذا النوع من النذر يتطلب الالتزام بالوفاء بما نُذِرَ به، ويُعْتَبر التزامًا دينيًا يجب الوفاء به.
الحكم في المذهب الحنبلي
على النقيض من ذلك، يجيز المذهب الحنبلي إخراج كفارة يمين بدلاً من الوفاء بالنذر في حالة نذر اللجاج والغضب. هذا التخفيف يتيح للمسلم الخروج من النذر عبر أداء كفارة يمين، والتي تتضمن إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو صيام ثلاثة أيام.
هل يمكن للحنفي اتباع مذهب الحنابلة؟
الحالات التي تجيز اتباع مذهب آخر
يمكن للحنفي اتباع مذهب الحنابلة في نذر اللجاج والغضب في حالات محددة:
الاستفتاء: إذا استفتى الشخص من يفتيه بمذهب الحنابلة، فلا يلزمه التزام مذهبه الأصلي. يحق للعامي أن يتبع فتوى من يثق في علمه.
الحرج والمشقة: في حال واجه الشخص مشقة كبيرة في الوفاء بالنذر، يجوز له اتباع الرأي الأيسر من مذهب آخر لرفع الحرج.
مراعاة قوة الدليل: إن كان الشخص طالب علم ويمكنه فهم الأدلة الشرعية، يمكنه اتباع القول الذي يراه أقوى بالدليل.
التنقل بين المذاهب
يجدر بالذكر أن التنقل بين المذاهب بهدف تتبع الرخص غير جائز. يجب أن يكون اتباع المذهب الآخر مبنيًا على سبب شرعي قوي، وليس لمجرد التخفيف أو التسهيل.
فتوى العلماء في هذه المسألة
أكد العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وتاج الدين السبكي على جواز التقليد في حالات الضرورة ورفع الحرج. يمكن للعامي أن يتبع المذهب الذي يجد فيه تيسيرًا لموقفه، بشرط أن يكون ذلك بناءً على فتوى معتبرة أو ضرورة شرعية.