ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم". ثم اشتد قوله في ذلك، حتى قال: "لينتهن عن ذلك، أو لتخطفن أبصارهم" (البخاري 717). هذا الحديث يشير بوضوح إلى النهي عن رفع البصر إلى السماء أثناء الصلاة، والوعيد الشديد لمن يخالف ذلك.
تفسير العلماء للوعيد الوارد في الحديث
الوعيد قد لا يلزم وقوعه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن الحكم بالوعيد قد يتخلف عن الشخص لوجود موانع، مثل التوبة، أو الاستغفار، أو الحسنات التي تمحو السيئات، أو بلاء الدنيا، أو شفاعة شفيع مطاع، أو رحمة الله". لذا فإن عدم وقوع الوعيد على من يرفع بصره إلى السماء قد يكون بسبب وجود هذه الموانع.
احتمالية العفو والمغفرة
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "قد يكون هناك مانع يمنع من نفوذ هذا الوعيد، وهو أن يغفر الله له، لأن الله يغفر ما دون الشرك لمن يشاء". هذا يعني أن الله قد يغفر لمن يرفع بصره إلى السماء أثناء الصلاة، فيتخلف عنه الوعيد.
تفسير آخر للوعيد: المعنوي وليس الحسي
ذهب بعض العلماء إلى أن الوعيد في الحديث قد يكون معنويًا وليس حسيًا. قال أبو بكر ابن العربي رحمه الله: "قوله - صلى الله عليه وسلم -: 'لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء أو ليخطفن الله أبصارهم' ليس يعني به إذهاب البصر بالعمى، وإنما يشير إلى ذهاب فائدتها من العبرة". هذا التأويل يشير إلى أن الوعيد يتعلق بفقدان الفائدة الروحية والمعنوية من البصر.
أثر عدم وقوع الوعيد
يرى الشيخ عبد الله البسام أن تخلف الوعيد لا يعني عدم جدية التحذير. بل قد يكون عدم وقوعه كرما ولطفا من الله. كما أن الوعيد قد يكون معنويًا، أي أن الشخص قد يفقد بركة بصره وتأثيره الروحي، وهذا أشد من العقوبة الحسية.