من الأحاديث المتداولة بين المسلمين حديث عن استحباب قراءة الفاتحة والمعوذات سبع مرات بعد صلاة الجمعة. يُنسب هذا الحديث إلى أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، ويُروى أن من فعل ذلك يُحفظ بين الجمعة والأخرى. لكن، ما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل يمكن الاعتماد عليه في فضائل الأعمال؟
أصول الحديث ورواياته المختلفة
ورد الحديث في عدة مصادر، منها "شعب الإيمان" و"فضائل الأوقات" للبيهقي، حيث روى عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها قالت: "مَنْ قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، حُفِظَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى".
وفي رواية أخرى، كما عند وكيع عن أبي العميس المسعودي، ورد بلفظ: "مَنْ قَرَأَ بَعْدَ الْجُمُعَةِ الْحَمْدُ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ وَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، سَبْعًا سَبْعًا حُفِظَ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى". وقد قال وكيع: "فَجَرَّبْنَاهُ، فَوَجَدْنَاهُ كَذَلِكَ".
تحليل صحة الحديث
رغم أن رواته ثقات، إلا أن الحديث لم يثبت سماع عون بن عبد الله من أسماء بنت أبي بكر. قال ابن سعد عن عون: "وكان ثقة كثير الإرسال". وأكد العلائي أن رواية عون عن الصحابة تُعد مرسلة، مما يضعف من قوة الحديث.
ورد الحديث أيضًا في "المصنف" لابن أبي شيبة بدون ذكر العدد سبعة، مما يزيد من عدم اليقين حول دقة الرواية الأولى. أما عن رواية عائشة رضي الله عنها، فقد أوردها ابن السني في "عمل اليوم والليلة"، إلا أن إسنادها ضعيف بسبب ضعف الراوي الخليل بن مرة.
العمل بالحديث في فضائل الأعمال
برغم ضعف الأحاديث المذكورة، يمكن القول إن العمل بها في فضائل الأعمال جائز بشروط. قال الشيخ الألباني: "رواية ضعيفة؛ ولكن العمل بها في فضائل الأعمال جائز بشرط ألا تكون مخالفة للأحاديث الصحيحة أو أصول الدين".
خلاصة
يعد حديث استحباب قراءة الفاتحة والمعوذات سبع مرات بعد صلاة الجمعة من الأحاديث الضعيفة، إلا أنه يمكن العمل به في فضائل الأعمال بشرط عدم مخالفة الأحاديث الصحيحة. لذا، يمكن للمسلمين قراءتها بنية الخير والتقرب إلى الله، مع العلم بضعف الحديث وأنه ليس من الأحاديث الموثوقة.