قد ثبت أن الطيرة من الشرك في الإسلام. فقد ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطِّيَرَةُ مِنَ الشِّرْكِ وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
اتباع الشخص للطيرة بحيث ترده عمّا عزم عليه، هو عمل من أعمال الشرك. فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ، فَقَدْ أَشْرَكَ...) رواه الإمام أحمد في "المسند".
الطيرة في الإسلام تعني التشاؤم بما لا يُعلم أنه سبب لا بالشرع ولا بالعقل، وهو أمر منهي عنه لأنه يعتمد على أوهام وتخيلات لا تستند إلى حقيقة.
الخوف من الجن وصوت الطائر الليلي:
الخوف من أن الطائر الليلي قد رأى جنيًا لا يدخل في باب التطير والتشاؤم. فهذا الخوف ناتج عن استدلال الشخص بوجود الجن في المكان بسبب صوت الطائر، وليس لأنه يرى في الطائر نفسه علامة جلب للشر. رؤية الحيوان للجن أمر ممكن عقلاً ولا ينفيه الشرع.
ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا) رواه البخاري ومسلم.