حكم الوشم "التاتو" في الإسلام: الحالات المسموحة والضرورة الملحة

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد؛ نتناول في هذا المقال حكم الوشم "التاتو" في الإسلام، الحالات التي يكون فيها محرماً، والاستثناءات التي يمكن أن تبيح الوشم في بعض الحالات الملحة.

تعريف الوشم "التاتو"
الوشم "التاتو" هو عملية إدخال أصباغ إلى طبقات الجلد الداخلية بوخز إبرة موصولة بجهاز صغير يحتوي على صبغة ملونة. تتشابه هذه العملية مع عمل ماكينة الخياطة، حيث تغرز الإبرة في الجلد وتدخل قطرة صغيرة من الحبر إلى طبقات الجلد الداخلية وتختلط بالدم. يبقى أثر هذه العملية مدى الحياة، أو على الأقل لمدة تتجاوز الستة أشهر.

حكم الوشم في الإسلام
الأحاديث النبوية الشريفة
حكم الوشم في الإسلام هو الحرمة استناداً إلى أحاديث نبوية شريفة. فقد قال رسول الله ﷺ: «لَعَنَ اللَّهُ ... الوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ» [أخرجه البخاري]، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ» [أخرجه مسلم]. عن ابن عباس رضي الله عنهما: «لُعِنَتِ ... وَالْوَاشِمَةُ، وَالْمُسْتَوْشِمَةُ، مِنْ غَيْرِ دَاءٍ» [أخرجه أبو داود].

علل تحريم الوشم
تعددت أسباب تحريم الوشم في الإسلام، منها:

تغيير الخلقة: الوشم يُعد تغييرًا للخلقة التي خلق الله الإنسان عليها.
تشويه الجسم: الوشم يؤدي إلى تشويه الجسم.
التبرُّج والتدليس: بعض صور الوشم تُعتبر نوعًا من التدليس.
الأضرار الصحية: الوشم يمكن أن ينقل الأمراض المعدية مثل فيروس الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في حال تلوث الأدوات المُستخدمة.
الأضرار الصحية للوشم
نقل الأمراض
الوشم يمكن أن ينقل الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم مثل فيروس الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في حال تلوث الأدوات المستخدمة.

عدوى الجلد
على الرغم من استعمال إبرة جديدة لكل شخص، يمكن أن يحتوي حبر الوشم على بكتيريا منقولة من شخص آخر مصاب، مما يسبب الطفح الجلدي والتورم والألم.

تغيّر لون الجلد
الوشم يؤدي إلى تغيّر لون الجلد بسبب صبغة "الميلانين" الموجودة في الجلد المصبوغ بالتاتو، والتي قد تتسبب في تغيّر لون الجلد فور اختفائها.

تأثيرات أخرى
قد يُؤدي الوشم إلى تكوّن الحفر والندوب على البشرة، وظهور كدمات زرقاء على المنطقة الموشومة، وقد يُؤثِّر على كريات الدم البيضاء.

وجوب إزالة الوشم
إزالة الوشم "التاتو" من الجسم واجبة إذا كانت هناك طريقة آمنة لإزالته، مثل استخدام الليزر. ذلك للحفاظ على طهارة الجسم، خاصة في أداء الفرائض كالصلاة.

الاستثناءات والحالات المسموحة
الأغراض العلاجية
يجوز الوشم في الحالات العلاجية إذا تعين كضرورة ملحة ولم يجد المريض بديلًا مباحًا، مثل:

إزالة التشوهات: مثل تشوهات الجلد الناتجة عن حروق أو أمراض جلدية كالبهاق.
الحالات الخاصة: مثل وشم الأظافر لمن بُترت أطراف أصابعهم.
الضرورة الملحة
يجوز الوشم في حالات الضرورة الملحة، مثل كتابة الاسم والعنوان على أيدي ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يُخشى فقدانهم.

الوشم المؤقت
الحناء وأقلام التحديد
الوشم المؤقت على سطح الجلد الخارجي باستخدام الحناء أو أقلام التحديد ذات الرسم غير الدائم ليس محرماً، بشرط ألا تشتمل رسوماته على محرمات مخالفة للشرع، وألا يؤدي لتشويه الخلقة، وألا يطلع عليه رجل أجنبي عن المرأة.

الرسم على الجلد
رسم الأشكال على سطح جلد الرجل بما لا يُعد وشمًا دائمًا لا يجوز أيضًا، لما فيه من التشبه بالمرأة، ولأنه لا يناسب طبيعة الرجل ومروءته.




إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

هل ترى أن عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة ستكون مفيدة لأمريكا على الصعيدين الداخلي والخارجي؟