في الإسلام، الوفاء بالوعد من الصفات الحميدة التي يجب على المسلم التحلي بها، وخاصة في العلاقة الزوجية. يعتبر إخلاف الوعد من غير عذر من صفات المنافقين، كما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
أنواع إخلاف الوعد وأحكامها
يوضح العلماء أن إخلاف الوعد يمكن أن يكون على نوعين:
إخلاف الوعد بنية مسبقة: وهو أن يعد الشخص بشيء وهو في نيته أن لا يفي به. هذا النوع يُعتبر أشد أنواع إخلاف الوعد، ويعد كذبًا وخيانة.
إخلاف الوعد بسبب ظروف طارئة: وهو أن يكون الشخص نوى الوفاء بوعده، ولكن طرأت ظروف حالت دون ذلك. هذا النوع قد يكون معذورًا إذا كان هناك سبب مقنع لعدم الوفاء بالوعد.
أثر إخلاف الوعد على الحياة الزوجية
إخلاف الوعد المتكرر من الزوج يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية، ويضعف الثقة بين الزوجين. فإذا كان الزوج يعد الزوجة أو الأولاد بأمور ولا يفي بها دون عذر، فإن ذلك قد يؤدي إلى فقدان الثقة وزيادة التوتر في الحياة الزوجية.
موقف الإسلام من الكذب بين الزوجين
رغم تحريم الكذب في الإسلام، فقد رُخِّص في بعض الحالات التي تهدف إلى جلب المودة والإصلاح. ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم، رُخص في الكذب في ثلاثة مواضع، منها حديث الرجل لزوجته وحديث المرأة لزوجها بهدف الإصلاح وإظهار الود.
قال النووي -رحمه الله- في شرحه على مسلم: "وأما كذبه لزوجته، وكذبها له، فالمراد به في إظهار الود، والوعد بما لا يلزم، ونحو ذلك، فأما المخادعة في منع ما عليه، أو عليها، أو أخذ ما ليس له، أو لها، فهو حرام بإجماع المسلمين".