أنا أشعر بالإعجاب بالنفس، لكن دون غرور أو تقليل من قيمة الآخرين. أشعر بالعجب في شكلي وبعض الأمور الأخرى، فهل هذا يُعتبر شركًا؟ وعندما أنسى إضافة النعمة لله، هل هذا يُعتبر شركًا؟
من المهم جدًّا أن يقف الإنسان مع نفسه وقفات، فإن الشيطان له نفثٌ ونفخٌ في نفس الإنسان، ما يمكن أن يتحوّل إلى كِبرٍ وعجبٍ وغرور. لذلك تعوذي بالله من الشيطان الرجيم، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
الإعجاب بالنفس هو شعور طبيعي قد يمر به الإنسان، لكن الخطر يكمن عندما يتحوّل هذا الشعور إلى كبر وغرور. الكبر والعجب يؤديان إلى تقليل قيمة الآخرين والتعالي عليهم، وهذا ما حذر منه الإسلام.
الخطر الكامن في العجب
العجب هو أن يتذكّر الإنسان النعمة وينسى فضل المُنعم تبارك وتعالى، قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53]. علينا دائمًا أن نتذكر أن كل ما نُشاهده من نعم على وجه هذه الأرض هي محض نعمٍ وهباتٍ من الله.
إذا تذكّرك الشيطان بالنِّعم ودفعك للغرور، فتذكّري الوهَّاب، الكريم، الذي يُعطينا دون سابق استحقاق. فالعُجب هو تذكُّر النعمة ونسيان المُوفِّق المُنعم سبحانه وتعالى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والكبر، فإن الكبر بطر الحق وغمط الناس".
الفرق بين العجب والغرور
سعدنا أن العُجب لم يتحوّل إلى غرور، حتى عندما يعتريك بين الفينة والأخرى، فلا تستغربي من كيد الشيطان. تعلمي فقه الشريعة؛ فالعلم بالشريعة يجعل الإنسان أشد على الشيطان.
عندما نرى نعم الله علينا، يجب أن نشكر الله ونحمده على هذه النعم، وأن نعلن عجزنا وتقصيرنا في حق الله. الشكر الحقيقي يتطلب تواضعاً واعترافاً بأن الله هو مصدر كل النعم.
كيفية التعامل مع العجب
استذكار فضل الله: تذكري دائمًا أن الله هو الذي أنعم عليك بكل ما تملكين. {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53].
الشكر لله: أشكري الله على كل نعمة، صغيرة كانت أو كبيرة.
التواضع: لا تنسي أن كل ما نملكه من نعم هو بفضل الله وليس بجهدنا فقط.
الاستغفار: بعد كل طاعة أو نعمة، استغفري الله، فهذا يساعد في كسر صنم العُجب في النفس.
الخلاصة
الحمد لله أن الإعجاب بالنفس لم يتحول إلى غرور. استمري في إضافة النعمة إلى الله متى ما تذكرت، وحاسبي نفسك باستمرار. تذكري أن الشكر والاعتراف بنعم الله وتواضع النفس هي الأمور التي تساعد في تجنب العجب والغرور.