رحمة هارونا: الفتاة التي ألهمت العالم من داخل وعاء بلاستيكي

في إحدى قرى شمال نيجيريا، وُلدت طفلة عام 1996 لم تكن تعلم أن حياتها ستتحول إلى رمز عالمي للإلهام والإيمان. اسمها رحمة هارونا، فتاة تحدّت المستحيل بجسدٍ لا يتحرك، لكن بروحٍ لا تنكسر.

بعد ستة أشهر فقط من ولادتها، توقف جسدها عن النمو، وفقدت القدرة على تحريك أطرافها. المرض الغامض حيّر الأطباء، ولم تجد أسرتها تفسيرًا أو علاجًا، سوى التعايش مع واقع قاسٍ لا يرحم.

ولأنها لم تكن تستطيع الجلوس أو المشي، ابتكرت عائلتها طريقة فريدة لحملها: وعاء بلاستيكي كبير، أصبح عالمها الصغير، ووسيلتها الوحيدة للتنقل. ورغم كل ذلك، كانت رحمة تبتسم… ابتسامة دافئة لا تفارق وجهها، حتى في أشد لحظات الألم.

كانت تحلم بامتلاك متجر صغير للبقالة، تعيش فيه حياة بسيطة كأي فتاة أخرى. وفي عام 2016، التقط مصوّر نيجيري صورة لها، انتشرت بسرعة على مواقع التواصل، وجعلت العالم يعرف قصتها. ملايين الأشخاص تأثروا بشجاعتها، واعتبروها رمزًا للقوة الداخلية والإيمان العميق.

لكن في نهاية ذلك العام، رحلت رحمة عن الدنيا، تاركة خلفها إرثًا من الأمل والدروس التي لا تُنسى. علّمتنا أن القوة لا تأتي من الجسد، بل من القلب، وأن السعادة لا تُقاس بالصحة أو المال، بل بالرضا والقبول.



إغلاق

تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك .. هل سيكون هناك سلام بين سوريا و اسرائيل؟