في واقعة طبية نادرة وغامضة، يعيش الشاب البريطاني أوليفر ألفيس حالة من اليقظة المستمرة منذ ما يقرب من عامين، دون أن يغمض له جفن أو يشعر بالنعاس، ما أدى إلى انهيار صحته النفسية والجسدية، وفقدانه لمنزله ووظيفته ومستقبله المهني.
ألفيس، الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، كان يعيش حياة مثالية: سائق قطار مجتهد، حاصل على رخصة طيار خاص، يمتلك منزلاً وطائرة خفيفة، ويُعد نموذجاً للشباب الطموح. لكن منذ عامين، دخل في دوامة من الأرق التام، حيث اختفى النوم تماماً من حياته، رغم محاولاته المستميتة للحصول على الراحة عبر المهدئات والتخدير الطبي، دون جدوى.
ورغم خضوعه لتخطيط دماغي أثناء استخدام أقوى أنواع التخدير، لم يظهر أي نشاط يدل على النوم، ما دفعه إلى رفض تفسير الأطباء الذين صنفوا حالته ضمن "الأرق المتناقض" – اضطراب يجعل المريض يعتقد أنه لم ينم رغم نومه فعلياً لفترات قصيرة.
ألفيس يقول: "أنا لا أغفو، لا أشعر بالنعاس، لا أستعيد طاقتي، لا توجد لحظة واحدة من الغياب عن الوعي. هذا ليس في رأسي، إنه في جسدي".
حالة ألفيس أثارت اهتمام علماء الأعصاب في جامعة ستانفورد، الذين يدرسون حالته عن بعد بعد أن أرسل إليهم نتائجه الطبية. أحد الباحثين صرّح: "ما يصفه أوليفر قد يكون مفتاحاً لفهم آلية النوم في الدماغ. إذا استطعنا دراسة حالته عن قرب، ربما نكتشف طريقة جديدة للتحكم في النوم".
من جانبه، حذر البروفيسور غاي ليشزينر، اختصاصي اضطرابات النوم، من خطورة الأرق التام، مشيراً إلى أن الحيوانات تموت خلال أيام أو أسابيع إذا حُرمت من النوم، متسائلاً: "إلى متى يستطيع العقل والجسم البشري تحمّل الأرق؟".
ألفيس لا يزال يبحث عن إجابة، وعن لحظة راحة واحدة تعيد له ما فقده من حياة كانت مليئة بالأمل.