أظهرت نتائج دراسة جينية واسعة النطاق أن الغالبية العظمى من التركيبة الوراثية لسكان شمال إفريقيا تعود إلى أصول محلية مغربية، بنسبة تقدر بـ80%، ما يؤكد على عمق واستمرارية الجذور السكانية في هذه المنطقة منذ آلاف السنين.
ووفقاً لتحليل الجينوم الكامل لعينات بشرية قديمة وحديثة، فإن الـ20% المتبقية من التركيب الوراثي تعود إلى منطقة الهلال الخصيب، تحديداً بين نهري دجلة والفرات، أي المناطق التي يُطلق عليها تقليدياً اسم "مهد الحضارة" والتي شهدت نشأة أولى المدن والأنظمة الزراعية في تاريخ البشرية.
الباحثون أشاروا إلى أن هذا الخليط الوراثي يعكس تفاعلات تاريخية قديمة، حصلت عبر موجات الهجرة والتبادل الثقافي والتجاري، خصوصاً في العصور النيوليثية وما بعدها، حيث لعبت منطقة شمال إفريقيا دوراً محورياً في الربط بين الشرق الأدنى وأوروبا وجنوب الصحراء.
الدراسة تفتح آفاقاً جديدة لفهم أعمق لهوية شعوب المنطقة وتاريخها الوراثي، وتسلّط الضوء على الترابط الجغرافي والثقافي بين شمال إفريقيا وبلاد الرافدين منذ آلاف السنين.